فجأة ودون سابق إشعار غادر المدرب رشيد الداودي مركب محمد بن جلون ساعات قبل إقلاع الفريق نحو مصر لمنازلة طلائع الجيش المصري برسم الجولة الخامسة من منافسات دوري أبطال العرب، أصل الحكاية خلاف بسيط في التوجهات. حين حل الداودي بالملعب على الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم أمس الجمعة فوجئ بوجود حامدي رفائيل المدير التقني للنادي وهو يتهيأ للشروع في آخر حصة تدريبية قبل السفر نحو مصر، اجتمع اللاعبون فتوسطهم رفائيل ليزف إليه المستجد التقني، ويخبرهم بتعيينه من طرف الرئيس عبد الإله أكرم مدربا إلى جانب الداودي، في انتظار تعيين مدرب رئيسي للفريق، كان رشيد يصغي بقلق للبشرى التي جاء بها المدير التقني من فرنسا، وتبين له أن في القضية تشكيكا في قدراته التقنية فاختار الانسحاب في صمت. رفض الداودي القيادة التقنية المشتركة وعلى الفور غير ملابسه وعاد إلى بيته وهو في قمة الغضب، أما الحامدي فتابع الحصة دون أن يعير للأمر أهمية حفاظا على تركيز المجموعة، وزع الفريق إلى مجموعتين وواصل عمله رفقة بقية أفراد الطاقم التقني في صمت، أما اللاعبون فكانوا يراقبون الوضع ويتبادلون همسات القلق فيما بينهم بأجساد في الملعب وعقول مسافرة نحو المجهول. قال رفائيل للاعبين في محاولة لرفع المعنويات «أمامنا مباراة مصيرية علينا أن نعود من مصر ولو بنقطة واحدة لتتحول المباراة الأخيرة إلى لقاء شكلي»، لكن أغلب اللاعبين كانوا منهمكين في فك شفرة المغادرة الطوعية لرشيد الداودي، ويقرؤون انعكاسات الوضع على راهن ومستقبل فريق يعيش أزمة تأطير حقيقية. قال الداودي ل«المساء» بنبرة غاضبة إن موقفه سليم لأنه اختار الانسحاب في صمت واضعا المكتب المسير أمام مسؤولياته التاريخية، وأضاف بأنه لم يقدم استقالته من الفريق بل فضل عدم منح الفرصة للمدير التقني لأنه يرفض الإدارة المزدوجة لشأن الفريق، وأشار الداودي بأنه اتخذ القرار كي لا يشارك في جريمة ضد نادي أخلص له كلاعب وكمدرب. ومن تفاعلات هذا الوضع بادر عضو المكتب المسير كريم جلال إلى إعلان استقالته من عضوية فرع كرة القدم احتجاجا على الوضع الراهن، وقال كريم ل«المساء» إن قرار تعيين رفائيل غير صائب لأن رشيد هو الذي هيأ الفريق وأعده للمنازلة قبل أن يسقط المدير التقني بالمظلة، وأضاف بأن القرار اتخذه الرئيس دون استشارة الأعضاء وأنه لا أحد من مسيري الوداد كان على علم بما حصل في الملعب صباح الجمعة الماضي، وهناك حديث عن استقالات . وهذه ليست المرة الأولى التي يعيش فيها الوداد مشكلا مماثلا فقد سبق لفخر الدين رجحي أن رفض العمل إلى جانب المدير التقني، مباشرة بعد رحيل المدرب البرتغالي بلامين ماركوف. ولقد علمت «المساء» أن مباحثاث مكثفة مع الداودي من أجل إعادته إلى الصف، حيث طالبه بعض الأعضاء بالالتحاق بالفريق مع إلغاء سفرية المدير التقني إلى مصر.