يخوض فريق الوداد البيضاوي يومه الثلاثاء ابتداء من منتصف النهار مباراة قوية في مدينة حماة أمام نادي الطليعة السوري برسم الجولة الرابعة من منافسات دوري أبطال العرب، ويشكل اللقاء حسب المتتبعين الرياضيين منعرجا هاما للفريقين معا، خاصة وأن الوداد يسعى جاهدا لتعويض مسيرته الباهتة محليا بمسار متألق عربيا، خاصة وأن نتائجه في هذه المسابقة تؤكد بأنه يتكلم فعلا عربي على حد تعبير أحد مسيري الوداد، في المقابل يسعى الطليعة إلى ضرب عصفورين بحجر واحد الثأر من هزيمته الوحيدة في دوري أبطال العرب وكانت أمام الفريق المغربي في الدارالبيضاء بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، والتمرد على الاستعصاء الذي يواجهه أبناء حماة في ملعب الباسل كلما تعلق الأمر بخصم يحمل هوية عربية. بين الثأر وتأكيد الذات تكمن قوة المواجهة المغربية السورية، سيما وأن الفريقين معا يعولان على نقط اللقاء لرسم معالم الطريق نحو المربع الذهبي بدل انتظار ما تجود به اللقاءات المتبقية في الأجندة العربية. دخل الفريق السوري معسكرا مغلقا في مدينة حماة وجند كل إمكانياته البشرية للمواجهة، خاصة وأنه تجاوز أزمته واستعاد مجموعة من اللاعبين المصابين، وحده النجم خالد البابا هو أبرز المتخلفين عن الموعد العربي. ويعول المدرب السوري الشاب حسين عفش على حماس لاعبيه وعلى معنوياتهم المرتفعة لكسب نقط جديدة في رصيده العربي، كما يسعى للجمع بين المطاردة في سبورة الترتيب المحلي والعربي، لكن للوداد كلمته وهو الذي يراهن على المواجهة لاستبدال صفحة القلق المحلي بصفحة التألق العربي، سيما وأن النادي قد استنفر كل إمكانياته للحدث من خلال معسكر تدريبي مغلق بعيدا عن صخب الدارالبيضاء وبالتحديد بالمنتجع السياحي للكولف بالجديدة، وعزز طاقمه التقني بابن الفريق اللاعب الدولي السابق رشيد الداودي وهو إجراء يسعى من خلاله المكتب المسير إلى دعم المجموعة بحقنة تجارب جديدة من لاعب يشكل مثالا للعديد من لاعبي الجيل الحالي. على الرغم من المعاناة التي عاشها الفريق المغربي في رحلته المتعبة إلى سوريا والتي قطع خلالها أزيد 11 ساعة جوا، فإن الأخبار القادمة من مدينة حماة تؤكد أن اللاعبين والطاقم التقني والطبي والإداري قد تجاوزوا محنة الطيران وعذاب الانتظار في مطارات الخليج، وتمكنوا في ظرف وجيز من التقاط الأنفاس بعد الحصة التدريبية التي خاضها اللاعبون على أرضية ملعب بعشب اصطناعي خصصته إدارة الطليعة للضيف المغربي. على المستوى البشري ليست هناك غيابات تذكر بالنسبة للوداد باستثناء المدافع طلحة واللاعبين الذين أبعدوا عن الفريق قبيل الفترة الاستدراكية للانتقالات كالجزائري حمزة ياسيف ومراد فلاح ومحمد مديحي، بينما قرر المدرب كفالي الاستعانة قبيل السفر بخدمات اللاعب الشاب أيوب سكوما والحارس محمد الباز على سبيل الاحتياط. الوداد يعول على نتيجة مباراته أمام الطليعة لترميم المعنويات المكسورة لجماهيره ولتهيء أجواء مفعمة بالتفاؤل قبيل المباراة التي ستجمعه يوم ثالث مارس بالقاهرة أمام طلائع الجيش المصري.