انطفأت أضواء مركب الأمير مولاي عبد الله لمدة 15 دقيقة أول أمس الأربعاء في مؤجل الجيش والرجاء وظل اللاعبون يقومون بعمليات إحمائية تحسبا لأي طارئ في الوقت الذي لجأ فيه المنظمون إلى محرك كهربائي بديل لإنقاذ مباراة مؤجلة بين الجيش والرجاء، كان فيه الجانب الفرجوي والتنظيمي مؤجلان إلى أجل غير مسمى. على الرغم من عودة الأضواء إلى أعمدة النور فإن نور الفرجة ظل مغيبا حيث عاش الجمهور الذي تابع المباراة لقاء عنوانه الحذر والتريث خوفا من هزيمة قد تبعثر أوراق هذا الطرف أو ذاك. لم تقدم المباراة المؤجلة عن الدورة 21 ما كان منتظرا منها، بالرغم من وجود أبرز نجوم البطولة الوطنية بل إن 12 لاعبا من المنتخب الرديف شاركوا في المواجهة التي انتهت بلا غالب ولا مغلوب. واحتفظ المدرب مصطفى مديح بأبرز قطع غياره على دكة الاحتياطيين إلى غاية الجولة الثانية من المباراة، مما زرع الدفء في المدرجات الموالية للجيش، بينما دافع لاعبو الرجاء عن حقهم في التعادل الذي يبقي الفريق في طابور الفرق التي تخوض سباق السرعة النهائية. ولقد أبان الحارس الدولي خالد فوهامي عن حضور جيد في هذه المباراة وتبين أنه يكبر في المباريات المحلية خلافا للمباريات الدولية التي يفتقد فيها التميز لأسباب غامضة. وتميزت المباراة بخلل تنظيمي كبير ساهم فيه عاملان أولهما منع الجلوس على المدرجات في المنصة المغطاة بسبب التصدع الذي يعرفه سقف المنصة، مما أجبر الجميع على اقتسام المدرجات المكشوفة في ليلة باردة، وهو ما دفع أحد مسؤولي الرجاء أن يصف الوضع مازحا بأنه عودة للنظام الشيوعي حيث تذوب الفوارق الطبقية بين المواطنين. واضطر المكتب المسير للرجاء إلى الجلوس بالمنصة المكشوفة في المدخل رقم 14 إلى جانب الصحافة التي واكبت المباراة في ظروف سيئة جدا، بينما فضل العديد من المسؤولين الوقوف حول جنبات الملعب، ولم يسلم الجمهور من مضاعفات الضوء الخافت حيث سجلت مواجهات بين بعض المحسوبين على الرجاء والجيش لحظة مغادرة الملعب لأن الوضع الاستثنائي فرض التقاءهم في أكثر من ممر ولولا التدخل الأمني لحصلت الكارثة خاصة في ظل حساسية المواجهة. ومن الملاحظات المسجلة في هذا اللقاء السخط الجماهيري البيضاوي تجاه اللاعب حميد ناطر الذي حمل قميص الجيش الملكي ضد فريقه الأصلي وكان أداؤه مميزا، كما تعرض المدرب مديح لاحتجاجات من الجمهور العسكري بسبب بعض الاختيارات. واكتفى مصطفى مديح بالقول في أعقاب اللقاء إن التعادل منطقي وإن الجيش خلق فرصا عديدة عجز عن ترجمتها إلى أهداف، فيما قال مدرب الرجاء إيف شاي إن لاعبيه افتقدوا للطراوة البدنية وأنه يفكر في المواجهة القادمة بأكادير.