- كيف هو حال السياحة في تطوان حاليا؟ < المعطيات تشير إلى حدوث قفزة نوعية في هذا القطاع خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد سنة 2005، وهي السنة التي شهدت توقيع اتفاقية بين وزارة السياحة وبين وكالة تنمية الأقاليم الشمالية وصندوق الحسن الثاني للتنمية، كما تم إعداد دراسة تشخيصية للواقع السياحي وعوائقه ومشاكله. لقد تبين أن هناك إشكالية تسمى السياحة الموسمية، وضعف الطاقة الإيوائية وضعف التنشيط. ومن أجل الخروج من هذا الركود، بينت دراسة سابقة أنه يجب إعادة التموقع السياحي للمنطقة على مراحل، المرحلة الأولى تشمل إعادة الاعتبار إلى المجال البيئي والعمراني والحضري، حتى يتأتى للمدينة أن تكون قادرة على استيعاب السياح. والمرحلة الثانية هي الرفع من الطاقة الإيوائية، والتي لم تكن تتعدى خمسة آلاف سرير، 75 في المائة منها تتقاسمها ثلاثة مركبات سياحية. هناك إشكالية التنشيط، حيث إن المنطقة تعرف سياحة موسمية تنشط على الخصوص في فصل الصيف، وتركد في الفصول الأخرى، بل إن التنشيط يعتبر قليلا حتى في فصل الصيف. - والحل؟ < الحل لهذا الوضع يمكن أن ينقسم إلى قسمين، الأول هو الاستثمارات الفردية وإقامة مشاريع سياحية، وهذا يطرح إشكالية لأن هناك سياحة موسمية ونسبة الملأ لا تتعدى 30 في المائة ومدة الإقامة لا تتعدى يومين، لذلك فإن المستثمرين لا يغامرون. يجب على الدولة أن تقوم بمبادرات، لذلك تم تحديد وعاءات عقارية تابعة للدولة على ساحل المضيق-الفنيدق، وتم تقديم طلب عروض على الصعيد الدولي لإقامة مشاريع سياحية. - السياح الإسبان يشكلون نسبة كبيرة من زوار تطوان، ألا تطمحون إلى تنويع طبيعة السياح؟ < بطبيعة الحال نطمح إلى ذلك. في الماضي، كان المكتب الوطني للسياحة هو الذي يتكلف بمجال الدعاية السياحية، والآن، المجالس الجهوية تقوم أيضا بالدعاية. في الماضي، كان عندنا منتوج واحد هو البحر والشمس، ولم تكن هناك طريقة لتحديد المنتوجات السياحية. الآن، نحدد الأهداف بشكل واضح، ونفرق بين الفئات السياحية التي تحب الشمس والبحر، والفئات التي تفضل السياحة الجبلية، وفئات أخرى تحب كل ما هو تراثي. الإسبان لا يزالون فعلا يشكلون النسبة الأكبر من السياح في تطوان، بعدهم الفرنسيون والبرتغاليون، لكنهم كلهم لا يشكلون سوى 40 في المائة من مجموع السياح، لأن الباقي سياحة وطنية. - هل تحاولون استقطاب السياح الإسبان من مدينة سبتة المجاورة؟ < نعم، هناك مائة ألف سائح يأتون سنويا إلى تطوان عن طريق وكالات الأسفار المتمركزة في سبتة. هؤلاء يأتون في إطار خرجات لا تتعدى يوما أو يومين. أحيانا يقومون بجولة في المدينة العتيقة ويعودون، وأحيانا يستمرون ليومين، حيث يزورون شفشاون وطنجة قبل أن يعودوا إلى سبتة. - ما هي المؤسسات السياحية في تطوان التي يمكنها أن تؤهل مهنيين في مجال السياحة؟ < هناك المعهد العالي للسياحة الفندقية، وطاقته الاستيعابية ألف متدرب، وفيها 13 تخصصا سياحيا من بينها الاستقبال والتنشيط والطبخ والنوادل، وغيرها من التخصصات. - شواطئ الشمال أصبحت شهيرة باستقبال سياح من فئات الأغنياء، مثل مارينا، سمر وريستينغا وغيرها، هل هذا النوع من السياحة يفيد تطوان؟ < هذا الواقع كان سائدا في الماضي، حيث كان الوضع الاجتماعي للأشخاص الذين يزورون المنطقة متميزا. ربما كان هذا اختيار البداية، والبداية دائما يكون فيها القيل والقال والأخطاء رغم أنها تكون بحسن نية وناتجة عن خيار استراتيجي. في الماضي، كانت هذه الجهة تحظى بصفة المنطقة ذات الأولوية، وتم إعداد برامج خاصة لهذه المنطقة. ربما لم يكن هذا التصور إيجابيا جدا لذلك لم يعط المشروع أكله، وبالتالي أنجز المشروع بتلك الطريقة، وأصبحت تلك الشواطئ خصوصية. الآن لم يبق ذلك الوضع على ما كان عليه، حيث توجد بالفعل فيلات وإقامات لكن تقصدها عائلات مغربية من الطبقة الوسطى. لم تعد توجد اليوم شواطئ خاصة أو مسيجة في المنطقة. ما يهمنا الآن هو طرح السؤال التالي: هل يمكن أن نرفع من قيمة الساحل الجنوبي لتطوان الممتد من أزلا حتى واد لاو، على غرار ما يوجد حاليا بمضيق الفنيدق. نحن لا نريد أن يكون هناك تفاوت بين منطقة شاطئية تحظى بقيمة كبيرة، ومنطقة لا تزال تعرف مشاكل المسالك والطرق. لدينا تصورات لهذا المشروع الذي نتمنى أن يتحقق قريبا إن شاء الله.