حث الملك محمد السادس، في رسالة وجهها إلى الفاعلين السياحيين المشاركين في المناظرة الوطنية للسياحة التي شهدتها مدينة تطوان أول أمس السبت، على الالتزام بالآجال المحددة في العقود المبرمة والوفاء بالتزامات الجودة المتفق بشأنها. ودعا محمد بوسعيد، وزير السياحة والصناعة التقليدية، المهنيين والمستثمرين السياحيين إلى «التعبئة» لمواجهة ما وصفه ب»رهانات المرحلة وأولوياتها»، معبرا عن ارتياحه للأرقام المسجلة خلال السنة الماضية بخصوص الوافدين على المغرب، حيث بلغ عددهم، حسب الوزير 7، 4 ملايين سائح. وذكر بوسعيد أن الرفع من وتيرة إنجاز أوراش المحطات السياحية، خاصة المخطط الأزرق، والملاءمة بين الطاقات الإيوائية الجديدة والطاقات الجوية، خاصة في ما يتعلق بالوجهات السياحية الجديدة، وتزويد القطاع بالموارد البشرية الضرورية، وترسيخ ما وصفه ب«السياحة المسؤولة» كلها تطلعات تأتي ضمن الرهانات المطروحة على الدولة بهدف «ترجمة كل الوعود إلى واقع ملموس». من جهته، استعرض عثمان الشريف العلمي، رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة، المشاريع التي قامت بها الفيدرالية لمصاحبة أوراش التنمية القائمة وبرنامج عملها في الفترة القادمة بشراكة مع كافة المتدخلين في القطاع. وتميزت الجلسة الختامية للمناظرة بالتزام كل من وزارة السياحة والفيدرالية الوطنية للسياحة بإطلاق ثلاثة مخططات للتنمية الجهوية للسياحة في طنجة وتطوان تامودا باي ومكناس تافيلالت، وذلك في إطار مخطط «مدائن» الذي يهدف إلى إعادة تأهيل الوجهات السياحية الثقافية والشاطئية عبر برامج التنمية الجهوية. كما تمت الإشارة إلى تعزيز مخطط «بلادي»، الذي يتمحور حول خلق ثمانية أقطاب سياحية جديدة بمنتوجات وأسعار تستجيب لتطلعات السياح الوطنيين، بإطلاق طلب عروض بالنسبة إلى السلسلة الثانية للمحطات. وفي ما يخص المحور المتعلق بإنعاش التسويق، سيتم القيام «بتعزيز الأسواق ذات الأولوية»، كإسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا ودول البنيلوكس، ومواصلة إنعاش وتنمية أسواق الدول الشرقية، كروسيا وبولونيا، بالإضافة إلى البحث عن أسواق سياحية جديدة، كالسوقين الياباني والصيني، و«تعزيز استراتيجية» متعددة القنوات للتسويق، من خلال موقع إلكتروني سيتم إحداثه للبيع المباشر، وكذا موقع آخر للمغرب بهدف «توجه جديد لترويج السياحة الداخلية». وعلى مستوى التكوين، ستعرف هذه السنة تنفيذ عقد تكوين المستخدمين والموارد البشرية الفندقية، التي تم توقيعها خلال نفس يوم المناظرة، وتوسيعه ليشمل باقي قطاعات الأنشطة المرتبطة بالسياحة، وإطلاق دراسة حول تحفيز العاملين، وصياغة اتفاقية جماعية للقطاع السياحي في أفق رؤية سنة 2010. من جهة أخرى، أوضح محمد بوسعيد أنه سيتم وضع إطار ضريبي تحفيزي لمحاربة القطاع السياحي «غير المهيكل».