حث الملك محمد السادس الحكومة على الانكباب، قبل نهاية هذه السنة، على بلورة رؤية سياحية مستقبلية في أفق 2020، وأشار الملك في رسالة إلى المناظرة التاسعة للسياحة التي افتتحت أمس بالسعيدية، تلاها محمد بوسعيد، وزير السياحة والصناعة التقليدية، إلى أن هذه الرؤية التي يدعو إليها يجب أن يكون عمادها الواقعية في سبيل تعزيز ما تحقق من رؤية 2010، مع استخلاص العبر والدروس من جوانب ضعف ونواقص السياسة السياحية التي انتهجها المغرب في العشر سنوات الماضية. وتأتي دعوة الملك إلى بلورة السياسة السياحية الجديدة في سياق متسم بتراجع الطلب العالمي بسبب الأزمة الاقتصادية، وما كان له من تأثيرات على عائدات السياحة في المغرب في الأشهر الأولى من السنة الجارية، وهو الأمر الذي كانت الحكومة توقعته مما حذا بها إلى رصد 500 مليون درهم للترويج لوجهة المغرب في بداية الأزمة، قبل أن تعمد مؤخرا إلى تخصيص 300 مليون درهم، 45 في المائة منها تذهب لتسويق وجهة مراكش. ودعا الملك في رسالته المؤسسات البنكية إلى تقديم مزيد من الدعم للاستثمارات السياحية ووضع الآليات المالية الملائمة لمواكبة مبادرات المستثمرين المغاربة منهم والأجانب. في نفس الوقت أهاب بالمهنيين وشركاء القطاع السياحي إلى تعزيز انخراطهم في الدينامية السياحية التي دشنها المغرب في 2001. وشدد على ضرورة التفرغ لتأهيل المنتوج السياحي والعرض الفندقي في سبيل تلبية متطلبات الجودة العالمية العالية، حيث دعا الحكومة إلى إعادة النظر في أقرب الآجال في نظام تصنيف الفنادق وملاءمته مع المتطلبات البيئية والطاقية الجديدة، ومتابعة برنامج تكوين الموارد البشرية المؤهلة في القطاع الفندقي. ومن جانبه، شدد محمد بوسعيد، وزير السياحة والصناعة التقليدية، على أن رهانات 2009-2010 تتمثل في الحفاظ على دينامية الاستثمارات في القطاع، والعمل على تسويق المنتوج المغربي في سياق دولي تنافسي، والسعي إلى المحافظة على الجودة، مبديا ارتياحا كبيرا للنتائج التي تحققت، رغم صعوبة بلوغ عشرة ملايين سائح في 2010 وتعثر إنجاز بعض المشاريع خاصة تلك المندرجة ضمن المخطط الأزرق. وتم أمس افتتاح محطة السعيدية الشاطئية، أولى المحطات ضمن المخطط الأزرق الذي تضمنته رؤية 2010، حيث توفر اليوم أكثر من 4000 سرير من بين 17 ألف سرير متوقع في 2013. وتبني السلطات العمومية آمالا عريضة على هذه المحطة المتوسطية من أجل التخفيف من آثار الأزمة الحالية على القطاع السياحي.