تمكن أحد أباطرة المخدرات من الهرب عصر يوم الجمعة الماضي من السجن الفلاحي بزايو، نواحي مدينة الناظور، على طريقة الأفلام الأمريكية. وذكرت بعض المصادر أن ميمون السوسي، المحكوم عليه بثماني سنوات سجنا نافذا، غادر أسوار سجن زايو الفلاحي الذي قضى به سنة، بعد متابعته بتهمة المتاجرة في المخدرات وإدارة شبكة للهجرة السرية، عند حدود الساعة الرابعة من زوال يوم الجمعة الماضي وفق خطة محكمة لم تتطلب منه جهدا كبيرا. وأضافت المصادر ذاتها أن أربعة من أصدقاء ميمون السوسي زاروه في ذلك اليوم، وعند انتهاء الزيارة، تضيف مصادر «المساء»، غادر الزائرون قاعة الزيارة بتلكؤ، فيما أخذ الحارس السجين ميمون السوسي إلى الإدارة لمقابلة المدير. ويحكي أحد المقربين من السوسي أن هذا الأخير توجه للقاء المدير من دون أصفاد في يديه، مشيرا إلى أنه اعتاد مقابلته لعدة أسباب، ومن أجل تلك الأسباب المجهولة، تضيف المصادر، كان يزوره حتى في بيته القريب من السجن، والذي يقتضي الوصول إليه الخروج من البوابة الرئيسية للسجن ثم الدخول من باب صغير يوجد على يمين الباب الرئيسي للسجن. وأفاد بعض الشهود بأنه عند خروج السوسي من باب السجن هاجم رفاقه الحارس وانتزعوا منه مجموعة من الوثائق التي كان يحملها في يديه، خاصة بطاقات التعريف الوطنية وجوازات السفر وبطاقات الزيارة التي يقدمها الزائرون للحراس قبل لقاء السجناء. وأضافت المصادر ذاتها أن رفاق السوسي، الذين كانوا يحملون سيوفا وقنابل مسيلة للدموع، واجهوا بها الحارس، لم يلقوا أي صعوبة في أخذ زميلهم على متن سيارة رباعية الدفع مجهولة من دون لوحة، والاستسلام لسرعة الرياح، تاركين الحارس يتتبع فصول شريط الهرب باندهاش. ويعتبر هروب ميمون السوسي ثالث عملية هروب من سجون المملكة في ظرف أقل من سنة، حيث كانت أول عملية تلك التي نفذها بارون المخدرات محمد الوزاني، المعروف ب«النيني»، تلتها العملية التي نفذها السجناء التسعة المنتمون إلى تيار السلفية الجهادية. إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية أنه لم تتم إصابة أي أحد لحظة هروب ميمون السوسي. وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه على الرغم من أن أصدقاءه كانوا مدججين بسيوف وقنابل مسيلة للدموع، فإنهم لم يدخلوا في مواجهة مع أحد، وإنما اكتفوا بإشهار سيوفهم في وجه الحارس لإخافته، وبعدها أخذوا السوسي وهربوا إلى وجهة مجهولة. وفور ذيوع قصة هرب تاجر المخدرات ميمون السوسي، حضرت إلى سجن زايو فرق أمنية من مختلف الأجهزة، حيث تم فتح تحقيق في الموضوع، كما تم التحقيق مع الحارس الذي شهد الواقعة. وعلمت «المساء» بأن إدارة سجن زايو عاشت، بعد حادث الهرب، فوضى عارمة، حيث احتجت عائلات السجناء التي لم تجد الوثائق التي قدمتها قبل زيارة ذويها داخل السجن، بعد أن قام أصدقاء السوسي بخطفها من الحارس حتى يستعيدوا تعريفاتهم التي قدموها من أجل زيارة السوسي. ولم تستبعد بعض المصادر أن تكون الوثائق التي قدمها أصدقاء السوسي للحراس مزورة، إلا أنهم فضلوا عدم تركها، خاصة وأنهم لم يجدوا صعوبة كبيرة في تنفيذ عملية الهروب. وفي سياق ذي صلة، قال عدد من السجناء إن السوسي، المعروف بأنه من كبار تجار المخدرات بالشمال، كان يربط علاقة متينة بحراس السجن والمدير، حيث كان يستطيع الخروج من زنزانته بدون أية عراقيل، كما أنه كان يقضي معظم وقته في مقهى الزيارة وفي الحديقة. ولم تخف المصادر ذاتها أن السوسي كان يتردد على بيت المدير باستمرار ويتحرك من دون أصفاد. وكان السوسي، حسب بعض السجناء، يعيش في زنزانة «راقية» إلى جانب 15 سجينا من أصحاب الأموال، حيث كانت مجهزة بمختلف وسائل الترفيه من تلفزيون و DVD وثلاجة وأسرة وأغطية وزراب... كما أنهم كان يحصلون على كل ما يريدونه بمساعدة بعض الحراس. وحسب أحد المقربين من السوسي، فإن هذا الأخير كان يدير أعماله من داخل السجن، حيث كان يحصل على أرقام هاتفية كثيرة يستبدلها بعد كل استعمال.