افتتحت مساء يوم الخميس الماضي بالرباط فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم حول حقوق الإنسان بالمغرب الذي تنظمه جمعية حركة الشباب الأورو متوسطي، بمناسبة الذكرى الأولى لوفاة إدريس بنزكري، والذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقال عمر اللوزي، مدير المهرجان ورئيس حركة الشباب الأورو-متوسطية، في كلمة خلال حفل افتتاح هذا المهرجان الذي يختتم اليوم، إن هذه التظاهرة الفنية، المهداة إلى روح إدريس بنزكري، تندرج في إطار الدينامية التي يعرفها المغرب في مجال حقوق الإنسان، مضيفا أن المهرجان هو الرابع من نوعه الذي ينظم في العالم بعد محطات باريس وجنيف ونيويورك وأنه يعرف عرض 60 شريطا وثائقيا من عشرين بلدا، بالإضافة إلى تنظيم 15 مائدة مستديرة حول حقوق الإنسان. وأكد اللوزي على أهمية استعمال المجال السمعي البصري في دعم حقوق الإنسان، معتبرا أن عدد الأشرطة المبرمجة في هذه الدورة دليل على أن حقوق الإنسان قضية ذات أبعاد عالمية، مشيرا إلى كون الجمعية قد توصلت بالعديد من رسائل الدعم من جهات متعددة في العالم، من أبرزها لجنة انتخاب باراك أوباما. من جانبها، أكدت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، أن السينما تشكل آلية قوية لفضح انتهاكات حقوق الإنسان في بعض مناطق العالم، ودعم المساواة بين الجنسين وحرية التعبير وحفظ الكرامة. وأضافت الصقلي أن هناك العديد من التحديات التي مازال على المغرب رفعها وخصوصا منها المتعلقة بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، إضافة إلى العنف ضد النساء وتشغيل الأطفال واستغلالهم. وعرف حفل الافتتاح إلقاء ربيعة مرضي، أرملة إدريس بنزكري، كلمة في حق الراحل، قالت فيها إن هذا الأخير كان يحب السينما وكان فيلمه المفضل هو «بوني أند كلايد»، وكان يحب أيضا أفلام الكوميديا الغنائية، مشيرة إلى أنه استثمر هذا الحب للسمعي البصري في عمله بهيئة الإنصاف والمصالحة عن طريق تسجيل شهادات الضحايا وبث بعضها على شاشات التلفاز، وبذلك فهو يكون قد ترك للمغاربة ذاكرة بصرية وإرثا جماعيا. ضيف شرف هذه الدورة كان هو جمهورية الشيلي، وقالت سفيرة الشيلي بالمغرب، مارسيا كوفاروبياس، إن اختيار بلادها كضيف شرف هو اعتراف بالتقدم والمكتسبات التي حققتها في مجال تكريس ثقافة حقوق الإنسان وفي مجال الإنصاف والمصالحة. كما طالبت السفيرة بالحرية للرهينة إنغريد بتونكور، النائبة البرلمانية الكولومبية، المحتجزة منذ ست سنوات من طرف الجيش الثوري الكولومبي. وقد تم خلال اليوم الأول من هذا المهرجان -الذي حضره المستشار الملكي أندري أزولاي، وكاتبة الدولة في الخارجية لطيفة أخرباش، وعدد من البرلمانيين والسفراء المعتمدين بالرباط وعدد من ممثلي منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية- عرض شريط يتضمن شهادات حول إدريس بنزكري، وآخر عن معاناة ضحايا عمليات الاختطاف من طرف الجيش الثوري الكولومبي، تحت عنوان «كوتيفيريو: رهينة بكولومبيا». وتتكون لجنة التحكيم الدولية، التي ستمنح جائزة إدريس بنزكري الكبرى لأحسن فيلم في المهرجان، والتي يترأسها صلاح الوديع، من كل من أمينة بوعياش، رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وحسن بنجلون، المخرج السينمائي المغربي، وأحمد سعيد ولد باه، رئيس ديوان الأمين العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة أسيسكو وفيليب كيو، ممثل منظمة اليونيسكو بالرباط. «الجدار العازل» من أبرز الأفلام الوثائقية التي تم عرضها خلال هذا المهرجان في كل من سينما الفن السابع والمركز الثقافي أكدال، فيلم «الجدار» للمخرجة اليهودية المغربية سيمون بيتون والذي يتحدث عن الجدار العازل بين فلسطين وإسرائيل، وفيلم «العيش في تازمامارت» للمخرج الفرنسي دافي جيلبرفاجن، و«إيران مقاومة شعب مضطهد» للمخرج الإيراني جامشيد كولمكاني والذي يسرد الاستراتيجية المعتمدة من طرف السلطات الإيرانية في مواجهة المعارضين وذلك عن طريق إطلاق فتاوى لقتلهم، وفيلم «شركة كما يجب: نوكيا» الذي يطرح سؤال الربح والأخلاق لدى الشركات متعددة الجنسيات التي تعتمد على فتح مصانع لها في دول ذات يد عاملة رخيصة، وفيلم «إسرائيل، حزب الله: التبادل» الذي يسرد بالتفصيل مراحل المفاوضات بين الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.