بدعوة من رئيس الرجاء عبد الله غلام، قام المدرب البرتغالي خوصي روماو بزيارة قصيرة إلى الدارالبيضاء، كانت مناسبة لمفاوضات سرية بين الرجلين، ففي فضاء الكولف الملكي بأنفا تباحث غلام وخوصي حول تعاقد مرتقب، قدم كل طرف دفوعاته وتبين أن القران وشيك، بين مدرب يعشق البطولات ورئيس يفضل ترتيب وجبة الصفقات على نار هادئة. - ما هي خلاصات اجتماعك مع رئيس الرجاء عبد الله غلام؟ < عقدنا جلسات تفاوض في شأن التحاقي بالإدارة التقنية للرجاء البيضاوي، وككل جلسة تفاوض كل طرف قدم شروطه، وأنصت للطرف الآخر في إطار من الصراحة والاحترافية، بالنسبة لي عبرت عن رغبتي في قيادة الرجاء خلال الموسم الرياضي القادم، نظرا للعلاقة الوجدانية بيني وبين المغرب، فأنا أعشق الدارالبيضاء إلى حد كبير، وأشعر كلما وطأت قدمي تربتها بأنها بلدي الثاني، كما أسعى لتكرار الإنجاز الذي حققته مع الوداد. - هل تم الاتفاق المبدئي حول تعاقد مع إدارة الرجاء؟ < ناقشنا مجموعة من النقط بكل شفافية وصدق، وتبين لي أننا نسير في نفس الخط من التفاهم، شروط التعاقد مع مدرب محترف معروفة، هناك بعض الجزئيات البسيطة التي يمكن أن نختلف فيها، لكن على العموم أنا موافق على أغلب البنود. - إذن ما الذي أخر توقيع العقد؟ < أولا هذه جلسة لجس النبض كما نقول بالمفهوم الكروي، تعرفنا على بعضنا البعض والتقينا عند مجموعة من القواسم المشتركة، لكن هناك بعض النقط التي تحتاج لاستشارة مع وسطي العائلي، فأنا ذاهب للبرتغال كي أعرض على زوجتي ما دار بيننا، لأنها طرف في التعاقد كما أن ابنتي الوحيدة التي تتواجد في هولندا لا بد أن تدلي برأيها، وأكيد أن الرد النهائي سيكون عند الرئيس يوم الاثنين. - كانت هناك اختلافات حول الجانب المالي؟ < لا ليس إلى حد كبير، طبيعي أن نناقش المستحقات المالية لأنني مدرب محترف، أفكر بعقلي وبجيبي أيضا، لكن صدقني فروماو إذا كان يسعى إلى جمع الأموال لما غادر الخليج العربي، ولاستجاب لبعض العروض المغرية التي وضعت أمامي عند تواجدي في قطر، لكنني أفكر في أسرتي أيضا وأنت تعرف بأن المغرب والبرتغال تجمعهما العديد من القواسم المشتركة. - كيف مرت المفاوضات مع غلام؟ < لقد اكتشفت مسيرا من طينة أخرى، فغلام رجل واقعي إلى درجة كبيرة لا يبني القصور فوق الرمال، بكل صدق الرجل يفكر بعمق ولا يتسرع ويحاول أن يضع النقط فوق الحروف، في جلساتنا وضعني غلام في الصورة تحدث لي عن الظروف التي جاء فيها للرجاء في إطار لجنة إنقاذ، والأزمة التي ضربت الرجاء قبل عام والوضع الراهن الذي شكل مرحلة انتقالية في حياة الفريق، بل إن الرجل يريد أن يجني الثمار، بالاعتماد على الكفاءات الرجاوية وعلى العناصر الشابة التي تم إدماجها بشكل تدريجي، كما اطلعت على البنيات التحتية وهيكلة النادي وظروف الاشتغال وكل ما يتعلق بالرجاء. - ما هو الانطباع الذي خرجت به من جلسات التفاوض؟ < أظن أن الرجاء ربحت منخرطا جديدا سينضم للمنخرطين الذين يؤدون قدرا ماليا للانضمام للنادي، لقد أعجبت بالنهج الذي يميز تدبير الرجاء، وليعتبرني الرجاويون منخرطا منهم وإليهم سواء التحقت بالإدارة التقنية للرجاء أم لا؟ - لكن الانخراط يمنحك حق الترشيح لرئاسة الرجاء؟ < يضحك. - طيب الانتقال من ضفة الوداد إلى الرجاء سيثير قلق الوداديين الذين يحجزون لك في قلوبهم مكانة خاصة. < في البرتغال كنت أدرب نادي بلينسيس وبعد أن ارتبط اسمي بهذا النادي طلب مني مسؤولو فريق يعتبر العدو اللدود لفريقي الأول، والتحقت بالإدارة التقنية لفريق استوبال الذي رغم بعده عن بيلينينسي ب30 كيلومترا، فإن المواجهات بين الطرفين تأخذ منحى آخر، أنا مدرب محترف ولست لاعبا سابقا لهذا الفريق أو ذاك، تربطني علاقات راسخة مع مسؤولي ومحبي ومؤطري الوداد، لكنني في الأول والأخير مجرد مدرب أبحث عن مساري المهني ولن أتردد في قبول أي عرض جاد. - كنت تود تدريب المنتخب المغربي وبعد التعاقد مع لومير قررت الالتفات للنوادي ما صحة ذلك؟ < كل مدرب إلا ويطمح إلى تدريب المنتخبات، وأنا دربت منتخب البرتغال الأول والأولمبي، أليس من حقي أن أدرب منتخبا آخر، إن تدريب منتخب المغرب لا علاقة له بالتفاوض الحالي مع الرجاء، بل إن أمامي عروضا كثيرة أفضل على المستوى المالي من العروض المغربية. - هل يمكن لروماو أن يحرز لقب البطولة مع فريق في مرحلة التشبيب كالرجاء؟ < نعم أنا عاشق الألقاب وأسعى إلى جنيها وتكرار ما حصل في الدارالبيضاء مع الوداد، لن أنس لحظة التتويج واللباس المغربي الأصيل حينها شعرت بأنني جزء من هذا البلد، بالنسبة لي لا فرق بين احتلال المرتبة ما قبل الأخيرة، والمرتبة الثانية، فإما أن أفوز باللقب أو أرضى بالمراتب الأخيرة، في كرة القدم يجب أن نتطلع للبطولة أو نصعد للمدرجات للتفرج على المباريات. - لكنك لم تحقق البطولة في قطر؟ < نعم لكن لأول مرة يستمر مدرب مع العربي القطري مدة 15 شهرا، كانت رائعة بكل المقاييس، ولأول مرة يوجد في المنتخب الأولمبي سبعة عناصر من الفريق، والمنتخب الأول أربعة عناصر، هذا بالنسبة للمسؤولين أكبر من إنجاز سيما في ظل التفاوت في الإمكانيات المالية.