وجهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أول أمس الخميس، رسالة مفتوحة إلى وزير العدل طالبته فيها بالتدخل العاجل من أجل فتح تحقيق حول حقيقة تصريحات السجين جمال ازطوطي التي أدلى بها في حوار مطول لأسبوعية «الحياة الجديدة»، وجاء في نص الرسالة، التي توصلت «المساء» بنسخة منها: «نطالبكم السيد الوزير، بما لكم من صلاحيات يخولها لكم القانون، بأن تتدخلوا عاجلا، وتعطوا أوامركم للنيابة العامة من أجل فتح تحقيق استنادا إلى ما ذكره المعني». في نفس الصدد، قال عبد الإله بن عبد السلام، نائب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: «نحن اعتمدنا في كتابتنا للرسالة على تصريحات المعني بيومية «الحياة الجديدة»، واعتمادا على الشهادات الرسمية التي نشرت مرفقة في الحوار»، وأضاف: «بالنسبة إلينا، فموقفنا من محمود عرشان واضح ولن يتغير، ونحن وضعناه في اللائحة السوداء للمنتهكين لحقوق الإنسان في هذا البلد». وقد روى جمال ازطوطي، من مدينة تيفلت، يوجد حاليا بسجن تولال بمدينة مكناس، بسبب إدانته بارتكاب جريمة قتل يقول إنها فبركت ضده من طرف الأمين العام لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، تفاصيل مثيرة عن علاقته بمحمود عرشان، حيث اتهم هذا الأخير في تصريحاته للأسبوعية ب«الإشراف على التعذيب الذي مورس عليه من طرف رجال الشرطة بمدينة تيفلت»، كما يحكي كيف تدخل وزير الداخلية الأسبق الراحل إدريس البصري لتزوير الانتخابات لصالح عرشان، ويقول إنه كان شاهدا على ذلك، مثلما يؤكد أنه كان شاهدا على عملية استيلاء كبرى على أزيد من 170 بقعة أرضية لمواطنين بالمدينة نفذها عرشان. وهو ما رفض هذا الأخير الرد عليه هاتفيا، مطالبا بحوار مباشر. وردا على ما قاله ازطوطي في الحوار قال محمود عرشان، الكوميسير السابق وأمين عام حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، في تصريح ل«المساء»: إنه «عندما يصير المجرمون واللصوص يعطون الحوارات في هذا البلد، ما بقا والو..» وبخصوص الرسالة المفتوحة التي وجهتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى وزير العدل حول ما أسمته «المعلومات الخطيرة حول انتهاك حقوق مواطن على يد عرشان»، صرح هذا الأخير: «أنا أؤيد فتح تحقيق دقيق من طرف وزارة العدل لكشف حقيقة هذا اللص»، في إشارة إلى جمال ازطوطي، الذي كان من بين مساعدي عرشان في السابق. في المقابل، وصف عرشان أسبوعية الحياة الجديدة على خلفية الحوار الذي نشرته مؤخرا، ب«الصحافة الصفراء»، وقال: «أنا رجل منتخب وليس من المنطق أن أشارك في عملية التعذيب، فهذا غير معقول». في نفس الصدد، نفى عرشان أن تكون له أية علاقة بازطوطي وأضاف: «إنه مجرد لص كان يشتغل عندي في محطة البنزين، واكتشفت فيما بعد أنه يسرق الحبوب من شاحنات المواطنين ويعيد بيعها في تيفلت»، كما أكد عرشان أن «ازطوطي قتل ذلك الشخص بسبب المخدرات والمال، وأنا ليست لي أية علاقة به».