- ما هي مستجدات مشروع التوافق بين الوداد والرجاء؟ < ليس سهلا أن تعيد ترتيب العلاقة بين غريمين تقليديين، خاصة وأن البعض يعتبر العداء بين الرجاء والوداد مسألة تاريخية ولا يمكن أن تتحول إلى وئام، حين قررنا أن نمد أيدينا لبعضنا البعض ونقيم علاقات تعاون مع الجار، واجهتنا صعوبات عديدة لأن العقليات أو بعضها لا زال يعتبر الوداد والرجاء أعداء إلى الأبد. لقد بدأنا بشكل جيد وقررنا أن نستمر في عملنا رغم أن البعض كان يعتقد بأن عملنا مناسباتي ولا يتعدى مباراة الديربي، أجرينا مباريات ودية بين المؤطرين، ربما لأول مرة في التاريخ لعبنا ذهابا وإيابا، وعقدنا لقاءات بين مدربي الفئات الصغرى سواء بمركب الوداد أو الرجاء، راهنا على التكوين المستمر لإيماننا بأن ما يشغلنا يشغل الرجاء وكل النوادي المغربية. - هناك حديث عن استراتيجية لتدبير نظام الإعارة؟ < لقد وجهنا نحن والرجاء في نفس الآن رسائل إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تتضمن مطلبا بالسماح لكل نادي بإنشاء فريق ممارس ضمن البطولة الشرفية على مستوى فئة الكبار، أي أن الوداد مثلا ستشارك ابتداء من العام القادم في البطولة الخاصة بعصبة الدارالبيضاء بفريق يضم اللاعبين الذين يشكلون الاحتياطي الحقيقي للفريق الأول، نفس الشيء بالنسبة للرجاء، يمكن أن نبدأ المشوار من القسم الرابع لا يهم التصنيف لكن علينا أن نظل ضمن حدود دوري الهواة على أبعد تقدير، حتى ولو قدر لهذا الفريق بعد سنوات أن يصعد لقسم الصفوة فإننا سنرفض لأن المهم ليس هو الصعود بل تدبير الرصيد البشري وتنظيم الإعارة بشكل يسمح للمدرب والإدارة التقنية بمتابعة كل لاعب عن قرب. - كيف يمكن التصدي لظاهرة الهدر المدرسي المتفشية في صفوف اللاعبين الناشئين؟ < لقد توقفنا إلى جانب زملائنا في الرجاء عند أهمية هذه النقطة وخطورتها أيضا، فراسلنا أكاديمية الدارالبيضاء والجهات المعنية بالمسألة التربوية والدراسية في شأن تخصيص فصول دراسية بتوقيت محدد سلفا، من أجل تمكين الفئات الصغرى للوداد والرجاء من ترتيب استعمالات الزمن بشكل يضمن الاستمرارية أو المزاوجة بين الممارسة الرياضية والتعليمية، لقد وقفنا جميعا على خطورة الظاهرة وإذا استجابت الأكاديمية لمشروعنا فإننا سنتصدى للهدر المدرسي ولو بشكل نسبي. - هل تملكون إحصائيات حول الظاهرة؟ < نعم لقد قمنا بدراسة معمقة ووقفنا على خطورة الظاهرة، سيما وأن اللاعب الناشئ يحاول أن يقتدي بالنجوم بل إن بعض الآباء يدفعون بأبنائهم إلى الاكتفاء بلعب الكرة، رغم إيمانهم بأن لعب الكرة ليس مسألة مضمونة. - الوداد لا يتوفر على مركز للتكوين لماذا يتم التركيز فقط على نتائج فريق الكبار؟ < هناك إيمان بأن الوداد لا يملك المنشأة التكوينية الملائمة، وأن ما يسمى بمركز التكوين مجرد إقامة لبعض اللاعبين الناشئين القادمين من مدن أخرى أو من دول إفريقية، ولقد وعد الرئيس عبد الإله أكرم بالاهتمام بالجانب القاعدي، وأتمنى أن يفوز الوداد باللقب العربي الذي يدر على خزينة الفريق مداخيل مالية مهمة من أجل رصدها في ميدان التكوين، كما أن أكرم قد باشر عملية إعادة تأهيل مركب محمد بن جلون وسيتم تعشيب الملعب الثاني بالعشب الاصطناعي مع نهاية هذا الموسم، إلى غير ذلك من المشاريع التي تعيد للفريق مكانته على المستويين المحلي والقاري. - لكن اللقب العربي أصبح صعب المنال بعد الهزيمة في الدارالبيضاء؟ < أظن أن العودة بلقب من قلب الجزائر سيكون أحلى، لأن الإنجازات التي تسجل خارج الحدود لها مذاق خاص جدا، وأتمنى أن يحرز الوداد اللقب في مباراة الإياب، رغم أن مشروع مركز التكوين لا يتوقف على لقب. - خضع المؤطرون لمجموعة من الدورات التكوينية آخرها في مجال الإسعافات الأولية، كيف يمكن تكريس هذا الرهان أمام الرغبة في تحقيق نتائج آنية؟ < من خلال الاجتماعات التي عقدناها مع زملائنا في الرجاء والتي يباشرها ويتتبعها عن قرب مسؤولو الناديين، أجمع الكل على أن الرهان الأول هو التكوين سواء تكوين المؤطرين أو اللاعبين الناشئين، أما النتائج الآنية فليست أولوية على الأقل بالنسبة للفرق الصغرى، وفي هذا السياق نحاول أن نقنع المؤطرين من خلال الاجتماعات الأسبوعية واللقاءات اليومية بأن الرهان الأول هو التكوين، لذا سنعمل على الاستمرار في هذا النهج وننظم موائد مستديرة بين مؤطري الفريقين حول أهم الانشغالات كالطب الرياضي والتحكيم وغيرهما من المحاور المرتبطة بعمل المدربين. - هناك جدل حول قضية اللاعب تورابي بين مدربي الوداد؟ < تقصد الجدل الذي يجعل كل مدرب يقول بأنه المساهم في بلوغ هذا اللاعب للفريق الأول، إن أول من ساهم في وصول هذا اللاعب إلى الفريق الأول والتألق في أول فرصة هو اللاعب تورابي نفسه، بفضل الجدية في التداريب والإنصات للتعليمات، لقد كان بودربالة المدير التقني السابق وراء جلب اللاعب إلى الوداد بعد أن تألق في برنامج القدم الذهبي، وكان منتوجا خاما تطلب من مدربي الوداد صقله وهو ما حصل مع المؤطر عادل الرامي في مرحلة أولى وعلى امتداد عام كامل، ثم فاضل حين كان مدربا للشبان لمدة خمسة أشهر، وتلاه أبوعلي لمدة مماثلة، وطبعا أوسكار الذي وضع فيه الثقة وضمه للكبار، لقد تكلمت مع والد هذا اللاعب وأكدت له بأن إشراك إبنه في مباراة واحدة لا يعني بأن الطريق قد تعبد بل إنه الآن في بداية المشوار وعليه أن يتسلح بالجدية للحفاظ على الفرصة التي منحها إياه أوسكار.