وصف عبد الهادي بوطالب، المستشار الملكي السابق للراحل الحسن الثاني، الصحفي المصري حسنين هيكل ب«حاطب ليل». وقال بوطالب، في حوار مع «المساء» (ننشره غدا)، إن ما جاء على لسان هيكل في برنامج يحمل اسمه بقناة «الجزيرة» من كون الحسن الثاني، عندما كان وليا للعهد، هو الذي سرب، إلى الفرنسيين، خبر الطائرة التي أقلت الرئيس الجزائري أحمد بنبلة ورفاقه من الدارالبيضاء في اتجاه تونس، كلام ساقط في حق الراحل الحسن الثاني وتهيمن فيه نسبة التلفيق على نسبة التدقيق. وقال بوطالب بهذا الخصوص: «لا أعتقد أن الحسن الثاني، كما عرفته، يمكن أن يرضى لنفسه بأن يكون «بياعا» للفرنسيين أو جاسوسا لديهم»، وزاد متسائلا: «وهل يعقل أن المسؤولين الجزائريين كانوا سيلتزمون الصمت لو تأكد لديهم أن الحسن الثاني هو الذي كان وراء تسريب خبر طائرة بنبلة إلى الفرنسيين؟»، قبل أن يجيب: «أكيد أنهم لن يلتزموا الصمت». وانتقد مستشار الحسن الثاني الطريقة التي يعرض بها هيكل أفكاره ومعلوماته في برنامجه بقناة «الجزيرة»، وقال في هذا السياق إن المشاهد يجد نفسه مع هيكل أمام بداية حدث لا نهاية له والسبب أنه يبدأ جملة ليقفز إلى أخرى دون أن ينتهي من تلك التي بدأها أول مرة، قبل أن يضيف مستغربا: «لا أفهم كيف يمكن أن يكون هيكل شاهدا على التاريخ وهو يتحدث عن المبتدأ في الكثير من القضايا بدون أن يرفقه بالخبر». وبخصوص ما جاء في الحلقة نفسها من البرنامج عندما أشار هيكل إلى أن الحسن الثاني لم يكن يؤمن بدور الشارع المغربي في تحرير البلاد من الاستعمار ولهذا راح ينسج من منفاه رفقة والده محمد الخامس بمدغشقر علاقات مع اللوبي اليهودي في إسرائيل وخارج إسرائيل لتأمين عودة والده إلى عرش المملكة، رد بوطالب بالقول إنه كان يتمنى ألا يصدر مثل هذا الكلام على لسان هيكل الذي كان في خدمة الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي كان بدوره يسعى إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل. وحسب بوطالب فالحسن الثاني كان بالنسبة إلى الإسرائيليين «بمثابة المستشار بحكم سمعته الدولية وحضوره الدائم في القضايا الكبرى، إذ كانوا يعتبرونه صاحب رؤية في النزاع العربي الإسرائيلي وكان يقدم لهم خدمات للمساهمة في حل هذا النزاع». و«أن الأمر كذلك، يقول بوطالب، فإن وفاة الحسن الثاني كانت خسارة كبيرة بالنسبة إلى المسؤولين الإسرائيليين». ونفى بوطالب أن يكون الحسن الثاني قال يوما إنه صاحب أكبر حزب سياسي في إسرائيل، في إشارة إلى وجود أكثر من 600 ألف يهودي مغربي هاجروا من المغرب إلى إسرائيل، وقال موضحا: «إن الإسرائيليين هم الذين كانوا يقولون للحسن الثاني إنك تشاركنا في حكم إسرائيل ولديك أكثر من 600 ألف يهودي مغربي يحبونك ويعتبرونك ملكا لهم»، مؤكدا أنه شخصيا سمع إسحاق رابين يقول بحضرة الحسن الثاني مثل هذا الكلام عندما توقف بالمغرب بعد عودته من كامب ديفيد في عهد أنور السادات. غير أن أبو طالب يرى العكس ويقول في هذا السياق: «إن كل اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل أصبحوا إسرائيليين أكثر من الإسرائيليين أنفسهم».