يعتبر المهدي فاريا من المدربين الذين وقعوا على حضور متميز عبر تاريخ الكرة المغربية، في البداية مع فريق الجيش الملكي وبعدها مع المنتخب المغربي. نعود إلى قصة مثيرة بطلها برازيلي أصبح مغربيا قلبا وروحا. - هل تتذكر لاعبا معينا عندما تعود بذاكرتك إلى الوراء؟ < سأحكي لك قصة أعتبرها مثالا جيدا لما قلته لك فيجواب عن السؤال السابق. بعد فترة من تسلمي مهام تدريب فريق الجيش الملكي، اكتشفت لاعبا شابا يتمتع بموهبة كروية كبيرة لم يكن اسمه معروفا بين عشاق كرة القدم، وتوقعت أن يكون لاعبا كبيرا، لذا لم أتردد في إدماجه في الفريق. خلال المباريات الأولى التي شارك فيها، لم يكن مردوده جيدا، لم يكن منتظما في اللعب مثل اللاعبين الكبار، مما دفع العديد من التقنيين ومسيري النادي إلى مواجهتي بأن الهدف الذي رسمته لم يكن صائبا،لكنني كنت عنيدا وأشركته في المقابلات وتحسن أداؤه وأخذ منحى تصاعديا مع توالي اللقاءات. خلال المباراة النهائية لكأس إفريقيا للأندية البطلة، أعطيته فرصة تجريب حظه واستغلها إلى أبعد حد، فقد سجل هدفين بطريقة رائعة جعلت نادي الجيش الملكي يفوز بالكأس ويعتلي منصة التتويج. هذا اللاعب أصبح فيما بعد اسما كرويا كبيرا في تاريخ كرة القدم المغربية، إنني أقصد اللاعب المتميز هايدامو. - ما الذي كان استثنائيا أثناء فوزكم بتلك الكأس؟ < حققنا إنجازا غير مسبوق باعتبار أنه كان أول لقب قاري لفريق مغربي، لن أنسى لحظات الفخر عندما اتصل بنا الملك الراحل لتهنئتنا ومازلت أتذكر أننا انتقلنا إلى باريس لكي يستقبلنا الملك الراحل شخصيا، حيث كان يقضي أياما من عطلته بإقامته الباريسية، واستقبلنا في مدخلها أثناء وصولنا إليها، أتذكر أيضا أنه فتح علبة شوكولاطة على شرفنا وقدمها لنا واحدا واحدا، كل أعضاء نادي الجيش الملكي من لاعبين وطاقم تقني ومسيرين وجدوا أنفسهم يتناولون الشوكولاطة من ملك البلاد شخصيا. - الشوكولاطة كانت كل ما قدمه لكم الحسن الثاني؟ < أنا أتحدث عن نفسي.. بعد تمرير علبة الشوكولاطة على الحاضرين، طلب مني الملك الاتحاق به في إلى مكتبه وتبعته. بعد أن دخلنا، جلس وسألني عما أريده. في تلك الفترة، اشترى أحد أقاربي منزلا بالبرازيل قرب ريوديجايرو تطل على المحيط الأطلسي، كانت لي رغبة في أن يكون لي منزل مماثل، لكن كانت تنقصني الإمكانيات. عندما سألني الحسن الثاني عما كنت أريده، فكرت بسرعة في البيت المطل على المحيط، وأخبرت الملك بذلك، فنهض اتجه نحو خزنة بمكتبه وفتحها. أخذ ظرفا وبدأ في وضع رزم مالية داخله وأقفله بعد ذلك وسلمه إلي. - وماذا قال لك؟ < لقد هنأني على المنزل الجديد وبدا سعيدا عندما عدنا إلى الصالون حيث كان الآخرون. - هل صحيح أن الحسن الثاني كان يقرر التشكيلة التي ستلعب المباريات المهمة،خاصة تشكيلة الفريق الوطني؟ < لا، لم يكن الأمر صحيحا. لقد تناول الصحفيون هذا الموضوع كثيرا، ولكن ماتداولوه كان بعيدا عن الحقيقة. الراحل الحسن الثاني كان من محبي كرة القدم، كان بإمكانه أن يمضي ساعات وساعات في مناقشة الخطط الكروية. كان يطلبني في مناسبات عديدة ليحدثني عن المباريات التي نجريها، وكنت أنصت إلى انتقاداته المتعلقة باختياراتي أو المتعلقة بمدربين آخرين، ولكن الأمر كان يتوقف عند هذا الحد. لم يكن يرسل أبدا ورقة تحمل التشكيلة التي ستلعب المباريات. - قلت إن الحسن الثاني كان يحب كرة القدم، من هم لاعبوه المفضلون؟ < كان له بالتأكيد لاعبون محليون يحب متابعتهم، مثل التيمومي وبودربالة والزاكي، إلا أنه بالمقابل كان يتابع العناصر الأساسية للفريق الذي كان يحرك مدرجات ملاعب كرة القدم. ترجمة سعاد رودي