عبر فؤاد عالي الهمة عن تضامنه مع المعطلين في احتجاجهم السلمي، خلال استقباله لهم في البرلمان. لكن لم تمض سوى بضعة ايام على اللقاء حتى ووجه المعطلون بحملة قمع شرسة حيث حاصرت قوات الأمن مسيرة سلمية، للتنسيقية الوطنية للأطر العليا المعطلة والمجموعة الوطنية للدكاترة المعطلين مساء أول أمس الاثنين أمام مقر البرلمان وهي المسيرة التي انطلقت من باب الأحد، ووقع تدخل أمني أسفر عن عدة إصابات وإغماءات في صفوف النساء، مما اضطر الأطر إلى الاتجاه صوب باب السفراء، مدخل المشور الملكي حيث استمرت المطاردات والضرب إلى الثامنة ليلا. وبخصوص الاجتماع الأخير الذي جمعهم مع الهمة عبر أحد المعطلين في تصريح ل«المساء» عن تفاؤله بهذا اللقاء، وقال «نحن نعرف أن للهمة وزراء في الحكومة منهم وزير التربية الوطنية، ووزير التشغيل، كما أن فريقه البرلماني يساند الحكومة، لذلك فإننا نرغب في أن يضغط على الحكومة للاستجابة لطلبنا في العمل في الوظيفة العمومية». اللقاء مثل سابقه عقد في القاعة 10 في البرلمان، وتميز بحضور مولاي حفيظ العلمي رئيس الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب، وربما تكون هذه أول مرة يلتقي فيها العلمي مجموعة من المعطلين. وحسب مصادر حضرت اللقاء فإن المسؤول عن الباطرونا اقترح على المعطلين العمل في القطاع الخاص، وقال لهم إن القطاع الخاص يحتاج إلى الكفاءات، وطرح عليهم فكرة التكوين. أمام محمد الكحص الوزير الاتحادي السابق في قطاع الشبيبة والرياضة، فكانت كلمته عامة حول «دور الشباب في خدمة الوطن»، فيما كرر جمال أغماني وزير التشغيل تصريحاته السابقة بخصوص الخصاص الذي يعرفه المغرب في بعض القطاعات، مثل المهندسين في مجال تكنولوجيا الاتصالات، وعبر عن مخاوفه من أن يضطر المغرب لجلب مزيد من العمالة من الخارج، ولم يقدم أغماني أية حلول للمعطلين لكنه وعد بأن أي صيغة سيتمخض عنها اللقاء سيكون مستعدا لدعمها. أما فؤاد عالي الهمة مؤسس حركة لكل الديموقراطيين، ورئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب، فطرح فكرة الجهوية لحل أزمة العطالة، ودعا إلى مقاربة تشاركية يساهم فيها الجميع، وجدد الهمة تعاطفه مع المعطلين، خاصة ما يعانونه نفسيا واجتماعيا، لكن الهمة جدد تأكيده على أن اللقاء لا يكتسي أي صبغة رسمية، معبرا عن أنه «مجرد وسيط» لحل مشكل العطالة. ومن جهته رفض المعطلون أية حلول خارج نطاق التوظيف في مؤسسات الدولة، وقال أحد المعطلين ممن حضروا اللقاء ل«المساء» إن ممثلي المعطلين أكدوا على ضرورة تطبيق قرارين وزاريين يقضيان بتشغيل حملة الشواهد العليا مباشرة في الوظيفة العمومية، كما أثاروا قضية العنف الذي يتعرضون له باستمرار والمعاناة النفسية والاجتماعية التي يعيشونها. وذكر مصدر مقرب من الهمة أن اللقاء المذكور يأتي في إطار خلق «إطار للتواصل في أفق البحث عن حلول واقعية والتزام مقاربة جديدة تتوخى بناء فضاءات للعمل التشاركي المسؤول والانخراط الإرادي لبلورة تصورات معبئة وإبداع آليات جديدة لإدماج الكفاءات الوطنية في ترسيخ البناء الاجتماعي». وينتظر أن يعقد لقاء آخر بالمعطلين اليوم الأربعاء حيث أكد مصدر مطلع أنه من المقرر أن تقدم مقترحات ملموسة للمعطلين لحل مشكل عطالتهم. وحضر اجتماع الهمة مع المعطلين 11 مسؤولا من الحكومة ومن ميدان المقاولات، ومن المجتمع المدني، إلى جانب 12 من حملة الشواهد العليا المعطلين، يمثلون ثلاث مجموعات كبرى تضم حوالي 1300 من العاطلين. وضم اللقاء كلا من أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية، جمال اغماني وزير التشغيل، صلاح الدين مزوار وزير المالية، حسن بنعدي عضو مكتب حركة لكل الديموقراطيين، والعلمي رئيس الاتحاد العام للمقاولات، أمينة بوعياش رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، كمال لحبيب عن النسيج الجمعوي، ومحمد الكحص الوزير الاتحادي سابقا، وبثينة العراقي رئيسة اتحاد النساء المقاولات، وإلياس العمري من الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري.