اقترح فؤاد عالي الهمة، رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب ومؤسس «حركة لكل الديمقراطيين»، «مشروعا اجتماعيا» وفق «رؤية شمولية» لحل أزمة التشغيل في المغرب، وقال الهمة، خلال لقاء جمعه بأربعة من ممثلي جمعيات المعطلين بمقر البرلمان أول أمس بالرباط، إن «المقاربة الاجتماعية هي الكفيلة بإيجاد حلول مناسبة لقضية التشغيل عموما وقضية الأطر العليا المعطلة». وخاطب الهمة ممثلي المعطلين قائلا إنه سيقترح عليهم خلال لقاء مقبل «مشروعا وطنيا يعتمد مقاربة اجتماعية محضة بعيدا عن كل المزايدات السياسية والحلول الترقيعية». ووصف الهمة مبادرته بأنها «غيورة تروم إشراك الشباب في عملية دمقرطة المجتمع، وتحارب خطابات اليأس والتأزيم في صفوف الشباب المغربي». وحسب مصادر من المعطلين، فإن الهمة لم يحدد موعد لقائه المقبل معهم، لكنه عبر لهم عن تضامنه معهم، ومساندته الإنسانية لنضالاتهم السلمية. وكان الهمة قد عبر عن تضامنه مع المعطلين أثناء افتتاح البرلمان قبل أسبوع، حين وقف عند الباب الرئيسي للبرلمان، وهو يشاهد المعطلين وهم يتعرضون للضرب على يد قوات الأمن، حيث تحدث إلى بعض رجال الأمن بأن يكفوا عن الضرب، قبل أن يتحدث مع مجموعة من المعطلين ويعدهم بالنظر في ملفهم. وقال معطلون ل«المساء» إن الهمة عبر، خلال اللقاء، عن «نية صادقة في التعاون والوساطة من أجل إدماج الأطر العليا». ودام اللقاء، الذي حضره أحد مستشاري الهمة، حوالي ساعة ونصف ابتداء من الساعة الخامسة من مساء أول أمس، حيث تم إخضاع المعطلين لإجراءات تفتيش أمني قبل أن يتم توجيههم إلى مكتب عالي الهمة بمجلس النواب. وأكد المعطلون أن الهمة لم يطلب منهم أن يوقفوا احتجاجاتهم، لكنهم طالبوه بالمقابل بإيصال ملف العاطلين عن العمل إلى الوزير الأول عباس الفاسي. وخلف لقاء الهمة مع المعطلين استياء لدى مجموعات أخرى اعتبرت أنه تم إقصاؤها من اللقاء، ويتعلق الأمر ب«التجمع المغربي للأطر العليا المعطلة» والذي يضم 800 من حملة الدبلومات العليا، وأصدر التجمع بيانا قال فيه إنه فوجئ بالإقصاء الذي تعرض له من الحوار مع المسؤولين، رغم أن للتجمع نفس المطالب. وكرد على هذا الإقصاء، نفذ «التجمع» مظاهرة قبل يومين استمرت إلى العاشرة ليلا، تسببت في سد عدد من الطرق الرئيسية وسط المدينة وفي حي حسان، وأدى تدخل قوات الأمن إلى إصابة ثلاثة من المتظاهرين بكسور وإصابة واحدة في الرأس والأسنان، نقل على إثرها الضحايا إلى أقسام المستعجلات.