أوقف أكثر من 70 معتقلا من السلفية الجهادية بالسجن المركزي بالقنيطرة إضرابهم المفتوح عن الطعام مباشرة بعد الزيارة المفاجئة التي قام بها للسجن، مساء الجمعة المنصرم، سفيان أوعمرو، المدير المكلف بسلامة السجناء والأشخاص والمباني والمنشآت المخصصة للسجون. وقال مصدر من معتقلي السلفية الجهادية إنهم اضطروا إلى توقيف الإضراب بعد اللقاء الذي جمع لجنة، مكونة من 3 أشخاص تمثل المعتقلين، بأوعمرو لمدة تجاوزت ساعة ونصف وعدهم خلالها بأن ملفهم سيعرف طريقه إلى الحل بعد أن تسلمته جهات عليا، دون أن يذكرها بالاسم. وأثيرت في هذا اللقاء مع أوعمرو قضية فرار السجناء ال9 من السجن في ال9 من أبريل المنصرم، حيث حمل ممثلو معتقلي السلفية الجهادية مسؤولية الفرار للجهات التي كانت وراء اعتماد سياسة أكثر تشددا مع المعتقلين، وهي السياسة التي توجت بترحيل معتقلي السلفية الجهادية من سجن عين البرجة بالدارالبيضاء وتشتيتهم على مختلف السجون المغربية، وهو ما زرع نوعا من اليأس والإحباط وسط العديد من السجناء بعد أن كانوا يراهنون على مراجعة ملفهم في اتجاه إنصافهم. وعلمت «المساء» من مصدر حضر هذا اللقاء أن أوعمرو لم يجد حرجا في القول: «إن ترحيل معتقلي السلفية الجهادية من سجن عين البرجة خطأ ما كان ينبغي أن يحدث»، قبل أن يعدهم بأن جميع المعتقلين بالسجن المركزي بالقنيطرة الذين يتحدرون من الدارالبيضاء سيتم ترحيلهم إلى سجن عين البرجة في سياق مقاربة جديدة تعتمد على تقريب السجناء من ذويهم وأهاليهم، وطلب منهم أن يمنحوه مهلة لا تتجاوز أسبوعين، غير أن أوعمرو، بالمقابل، التمس من ممثلي معتقلي السلفية الجهادية ضرورة الانضباط واحترام القانون الداخلي المنظم للسجون. في هذا اللقاء أيضا، أثار ممثلو السلفية الجهادية مع أوعمرو قضية حرمانهم من الجرائد التي لم يعودوا يتوصلون بها منذ حادث فرار السجناء ال9 من السجن، وهو المطلب الذي رد عليه أوعمرو بالقول: «اعتبروا هذا المشكل محلولا ومن حقكم أن تتوصلوا بالجرائد». وخلف هذا اللقاء مع أوعمرو انطباعا إيجابيا لدى معتقلي السلفية الجهادية بالسجن المركزي بالقنيطرة، وقال مصدر حضر اللقاء إنه لأول مرة يزورهم مسؤول رسمي يتمتع بصلاحيات الحسم في أية قضية طرحت عليه سواء سلبا أو إيجابا، دون أن ينتظر التعليمات من أحد أو يتلعثم في أجوبته. من جهة أخرى، ينتظر أن تتظاهر عائلات وأسر معتقلي السلفية الجهادية، غدا الأربعاء، أمام مختلف السجون المغربية بدعوة من جمعية النصير للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، احتجاجا على تردي الوضع الصحي لأبنائهم المعتقلين الذين يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام تجاوز أكثر من 40 يوما في كل من سجن برشيد وسجن الجديدة وسجن عكاشة بالدارالبيضاء. وقال عبد الرحيم مهتاد، رئيس الجمعية، إن أرواح المضربين في خطر، داعيا في تصريح ل«المساء» إلى «ضرورة التدخل العاجل قبل فوات الأوان وقبل أن تقع الكارثة».