وقع أكثر من 100 أكاديمي بريطاني يهودي الأسبوع الماضي على عريضة نشرت في صحيفة «الغارديان» البريطانية، يدعون فيها إلى مقاطعة احتفالات «قيام دولة إسرائيل»، بسبب أن إسرائيل «دولة قائمة على الإرهاب»، وفق ما جاء في العريضة. ومن بين الموقعين على العريضة شخصيات بارزة على الساحة البريطانية، معروفة بمناهضتها لسياسة الاحتلال الإسرائيلي، مثل البروفيسور ستيفن روز، وهو طبيب ذو شهرة عالمية، والإذاعي مايك رازين والمحامي دانييل ماكوفر، الذي قدم في السنة الماضية شكاية للقضاء البريطاني ضد أحد جنرالات الحرب الإسرائيليين، الذي ارتكب جرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة، كما وقعها أيضا البروفيسور الباحث حائيم براشيت، الذي قاد مع عدد من اليهود التقدميين في إسرائيل حملة مقاطعة المعاهد الجامعية الإسرائيلية بسبب تعاونها مع مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي. وجاء في العريضة أنه «لا يمكنهم الاحتفال بيوم ولادة الدولة القائمة على الإرهاب والمجازر واقتلاع الناس من أراضيهم، كما لا يمكنهم أن يحتفلوا بيوم ولادة الدولة التي تخرق القانون الدولي، وتفرض عقوبات جماعية على الجمهور في قطاع غزة، وتحرم الفلسطينيين من حقوق الإنسان»، «إننا سنشارك في احتفالات كهذه فقط عندما يعيش العرب واليهود متساوين في الشرق الأوسط» تقول العريضة. كما جاء في العريضة أنه في سنة 1948 تم محو 400 قرية فلسطينية من الوجود، وهذا لم يكن نهاية التطهير العرقي ضد الفلسطينيين، بل جرى طرد آلاف آخرين من منطقة الجليل سنة 1956، إضافة إلى طرد الآلاف عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة. وحسب مواثيق الأممالمتحدة، «فإن من حق اللاجئين في فترة الحرب العودة إلى بلدانهم، بينما إسرائيل لا تعترف بهذا الحق» كما تشير إلى ذلك العريضة. واستغرب البروفيسور براشيت اتهام أوساط يهودية إسرائيلية له ولزملائه «بمعاداة السامية» في موقع «وينت» الإخباري الإسرائيلي التابع لصحيفة «يديعوت أحرنوت، حيث علق على الأمر قائلا: «نحن نريد للإسرائيليين والفلسطينيين أن يعيشوا متجاورين دون صواريخ وقذائف وطائرات حربية، أريد أن أعيش في فلسطين من دون قتل من الجانبين». وتابع براشيت قائلا: «صحيح أن إسرائيل خرجت من قطاع غزة، ولكنها ما تزال تسيطر على القطاع، بحرا وبرا وجوا، كما أن إسرائيل ليست مستعدة للحوار مع حركة حماس التي فازت بالانتخابات بشكل ديمقراطي، في حين أن حركة حماس على استعداد للحوار معها في حال انسحابها من الأراضي المحتلة». وأضاف براشيت قوله: «إن الإرهاب الحقيقي هو أن إسرائيل تفرض على الفلسطينيين منذ 40 عاما إرهاب دولة قوية، إننا ندفع بالفلسطينيين إلى الزاوية التي ليس لهم فيها أي مجال للخيار، سوى سياسة العمليات التفجيرية، وإذا لم يكن في استطاعة إسرائيل ضمان سلامة وأمن مواطنيها فإن ذلك نتيجة لسياستها». بالمقابل أفادت تقارير إعلامية أن السفارة الإسرائيلية ستنظم في مصر في منتصف هذا الشهر احتفالا بمناسبة الذكرى الستين لقيامها على أرض فلسطين عام 1948، وذلك بحضور 400 من الشخصيات الدبلوماسية والمسؤولين الحكوميين من أنحاء العالم، حسب ما أعلنه شاني كوبر المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية. وذكر الناطق باسم السفارة الإسرائيلية أنه «على الرغم من الدعم الذي قدمه أثرياء اليهود بالولايات المتحدة والدول الغربية وتخصيصهم ميزانيات ضخمة كي تحتفل إسرائيل بعيدها بشكل مميز، إلا أن هذا لن يحدث في مصر وباقي الدول التي تعادي شعوبها ووسائل إعلامها إسرائيل». عكس ذلك أوردت يومية «هآرتس» العبرية في عددها ليوم الجمعة الماضي تصريحات أدلى بها الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل مورداخاي إلياهو، يقول فيها إن «ألف عربي لا يساوون دم يهودي واحد». وأفادت وكالات الأنباء أن هذا الحاخام قال إنه «يتوجب على الحكومة إقامة مستوطنة مقابل كل يهودي يقتل»، مؤكدا في تصريحه على أنه «حتى عندما يطالب بالانتقام فإن ألف عربي لا يساوون طالبا واحدا في مدرسة دينية»، على حد قوله.