عاد زعيم اليمين الفرنسي المتطرف جان ماري لوبن إلى واجهة الأحداث السياسية والإعلامية الفرنسية مؤخرا، بعد أن أعاد التأكيد على أن «غرف الغاز كانت تفصيلا في تاريخ الحرب العالمية الثانية»، وهو ذاته التصريح الذي سبق وأن أدين بسببه لعدة مرات، وكان قد أدلى به لأول مرة سنة 1987 خلال مقابلة مع اذاعة «ار تي ال». وقال لوبين، في مقابلة له مع المجلة الشهرية «روتون»، إن عدد قتلى الحرب العالمية الثانية هو 50 مليون ضحية، وأضاف: «قلت إن غرف الغاز كانت تفصيلا في تاريخ الحرب العالمية الثانية، هذا يبدو لي بديهيا للغاية»، مؤكدا أنه غير مجبر على تبني رؤية خاصة تفسر الطريقة التي قتل بها ضحايا الحرب العالمية الثانية. من جهة أخرى، شبه زعيم اليمين الفرنسي المتطرف، الذي كان قد فاجأ العالم سنة 2002 حين حل في المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، الدارالبيضاء بتيمبوكتو، وقال في هذا الصدد: «أنا لست واثقا من أن فرنسا ستظل موجودة بعد خمسين عاما بل متأكد فقط أنها ستكون كذلك على الورق ولكنها ستكون ذات غالبية إسلامية كما هو اليوم حال الضاحية الباريسية أو لدى الخروج من المترو، حيث تجدون أنفسكم في تومبوكتو أو الدارالبيضاء». وحذر لوبين في مقابلة له مع إذاعة «فرانس آنتير» من أن يكون الاتحاد من أجل المتوسط «مناورة»، تقود إلى «تفاقم ظاهرة الهجرة بشكل كبير»، مضيفا أن هناك «أربع دول في جنوب المتوسط سيصل عدد سكانها خلال عشر أو خمس عشرة سنة القادمة إلى نحو مائة مليون نسمة، هي: تركيا، إيران، مصر، المغرب»، وأضاف: «من الواضح أنه إذا تمت إقامة فضاء شينغن مع هذه الدول، كما في الاتحاد الأوروبي، ستغرق فرنسا بالمهاجرين وهي سلفا في طور الغرق». جون ماري لوبين، الذي يمر بضائقة مالية اضطرته إلى وضع سيارته المصفحة من نوع «بيجو 605» في المزاد العلني بأحد المواقع الإلكترونية، اعتبر في حديثه الإذاعي أن «45 % من الولادات الجديدة في الضواحي الباريسية هي من أصول أجنبية، وأن نحو 25 % من سكان فرنسا هم من الأجانب»، مضيفا أن ترحيل الحكومة الفرنسية لنحو 25 ألف مهاجر غير شرعي سنويا ليس سوى «أمر ثانوي»، موضحا أن 400 ألف مهاجر غير شرعي يدخل بلاده سنويا. إلى ذلك، دعا لوبين إلى ضرورة إقامة ما سماه ب«الأفضلية الوطنية»، حتى «يعرف الأجانب أن الأولوية للفرنسيين في فرص العمل والميزات الاجتماعية والسكن وغيرها»، وقال: «طالما أننا نمنحهم وضعا مساويا للفرنسي وأحيانا أفضل منه، فإنهم سيفكرون دائما في الهجرة إلى فرنسا»، واصفا سياسة بلاده في مجال الهجرة ب«الانتحارية».