قتل خمسة أشخاص ضمنهم امرأتان وأصيب أزيد من 30 شخصا بجروح بليغة صباح أمس في الدارالبيضاء، بعد أن دهستهم حافلة تابعة لشركة النقل الحضري «مدينة بيس»، أمام الثانوية الإعدادية «ابن سينا 2» المطلة على أكواخ «كاريان طوما» القصديرية. وقال شهود عيان إنهم رأوا قرابة الساعة العاشرة والنصف من صباح أمس حافلة تحصد موجة بشرية أمام الثانوية، وتدهس تلاميذ كانوا يشربون من السقاية العمومية جوار حائط المؤسسة التعليمية، وتطيح بمواطنين كانوا يمرون بالطريق الرئيسية التي تفصل الأكواخ التي خرج منها انتحاريو 16 ماي عن عمارات سكنية منتشرة بالقرب من إقامة «داليا» بمقاطعة سيدي مومن. وأكد مصدر طبي بمستشفى المنصور العمومي بعمالة البرنوصي أن قسم المستعجلات بالمستشفى استقبل 20 جريحا بعضهم في حالة خطيرة، مضيفا أن أحد الضحايا فارق الحياة ونقلت جثته إلى المشرحة. وشددت مصادر من عين المكان على أن ثانوية «ابن سينا» لا تتوفر على المرافق الصحية وغير موصولة بشبكة الكهرباء والماء والتطهير السائل، مشيرة إلى أنها فتحت أبوابها العام الجاري أمام التلاميذ الذين يضطرون لمغادرة قاعات الدرس مع الخامسة مساء لغياب الإنارة في حجراتها. وأكد مصدر أمني اعتقال الشرطة لسائق حافلة النقل الحضري ووضعه تحت الحراسة النظرية، مرجحا فقدان السائق التحكم في الفرامل. مضيفا أن السائق عمد إلى الاحتكاك بسور المدرسة لمحاولة كبح السرعة لكنه دهس أشخاصا كانوا محتشدين في محطة وقوف للحافلات تقع أمام باب الثانوية. وعاينت «المساء» إجراءات أمنية مشددة فرضتها السلطة على مكان الحادث خوفا من تظاهر عائلات القتلى والجرحى، كما عمدت قوات الوقاية المدنية والشرطة على تنظيف مكان الحادث بسرعة خوفا من غضب ساكنة «دوار طوما»، وشوهد والي البيضاء محمد القباج في سيارته دون أن يتمكن من النزول إلى مكان الحادث خوفا من ردود فعل السكان. هذا وعاشت الدار البيضاء أسبوعا من الكوارث غير المسبوقة بدأ بمحرقة «ليساسفة» التي ذهب ضحيتها 56 عاملا، ثم تلاه حريق «التشارك» الذي قتل 3 عمال يوم الاثنين ثم حادث حافلة الموت أمس التي قتلت 5 مواطنين.