خلفت حرب الحافلات المشتعلة في سلا بين شركتي الراحة للنقل الحضري وشركة بوزيد أول أمس السبت ضحايا جددا، بعد سلسلة المواجهات التي حصلت في الأيام الماضية وخلفت جرحى في صفوف المواطنين والعاملين في الجانبين. ونقل شهود عيان أول أمس أن عمالا تابعين لشركة بوزيد اعترضوا طريق حافلة تابعة لشركة الراحة بحي بطانة بسلا وعلى متنها الركاب، وأرغموها على الوقوف بالقوة، وبعد ذلك حاولوا انتزاع رخصة السياقة من سائق الحافلة التي تشتغل في الخط رقم 55، لكن هذا الأخير واصل طريقة ليلحق به عمال شركة بوزيد ويشبعوه ضربا أمام الملإ وتحت أعين رجال الأمن الموجودين بعين المكان، بدعوى أنه صدم أحد زملائهم ولاذ بالفرار، ولم يتدخلوا إلا في وقت متأخر بعدما أصيب السائق إصابات خطيرة في رأسه نقل على إثرها إلى مستشفى ابن سينا، حيث أجريت له الفحوصات اللازمة وسلمت له شهادة طبية تثبت مدة العجز في 35 يوما. ولدى الكشف عن العامل الذي تم ادعاء أن السائق صدمه، تبين أن الأمر كان مجرد فخ للإيقاع به. وقال شهود عيان إن تواجد رجال الأمن بعين المكان ساعة الحادث يكشف حالة اللاأمن السائدة في المدينة وتواطؤ الأمن مع مستخدمي شركة بوزيد. وصبيحة أمس الأحد، حصلت مصادمات جديدة قرب باب لمريسة خلفت جرح أربعة من الركاب، بينهم سيدة وطفل، كانوا على متن حافلة تابعة لشركة الراحة، حين صدمتها عنوة إحدى حافلات بوزيد التي رجعت إلى الخلف ثم تقدمت باتجاهها بقوة لتصدمها من الأمام، حسب شهود عيان كانوا في الحافلة المتضررة. وسبق أن شهدت قرية أولاد موسى صدامات مماثلة في الشهر الماضي حينما اعتدى مجهولون بالحجارة على حافلة تابعة لشركة الراحة، مما أدى إلى إصابة حوالي ستة من الركاب الذين كانوا على متنها. وتعيش مدينة سلا منذ أزيد من شهر على إيقاع هذه المواجهات والمصادمات التي أصبحت مشهدا مألوفا واعتياديا، دون أي تدخل من سلطات الولاية ورجال الأمن لوضع حد لها ولحالة التسيب الأمني التي تقلق سكان المدينة.