غابت طيلة يوم أمس الثلاثاء حافلات النقل الحضري عن شوارع الدار البيضاء، واستعان المواطنون المتوجهون صباحا إلى عملهم بوسائل نقل بديلة ضمنها «هوندات» و»الدراجات النارية الصينية»، كما امتطى عمال المناطق الصناعية عربات تجرها دواب للوصول إلى مقرات عملهم. وأضرب عن العمل 4400 عامل يشتغلون في شركة «مدينة بيس»، الحاصلة على عقد التدبير المفوض لقطاع النقل الحضري بجهة الدار البيضاء، وتسبب الإضراب في شل حركة النقل الحضري بأحياء المدينة. وأربك الإضراب المفاجئ لعمال شركة «مدينة بيس» حركة تنقل الأشخاص في العاصمة الاقتصادية وأجبر ركاب الحافلات على اللجوء إلى ركوب وسائل نقل بديلة، وشوهد مواطنون مكدسون في «هوندات» وآخرون حلوا زبناء على مالكي الدراجات النارية الصينية المجرورة. وقال مصطفى عزوم، الكاتب العام لنقابة عمال «نقل المدينة» التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل، إن قطبا مكونا من 8 نقابات قرر اللجوء إلى إضراب إنذاري لحمل إدارة الشركة على تسديد مستحقات العمال في الصناديق الاجتماعية. وبحسب المسؤول النقابي، فإن 540 حافلة التي تشكل مجمل أسطول شركة «مدينة بيس» ظلت رابضة أمس في مرائبها، ملوحا بتمديد الإضراب إلى حين تأدية الشركة المشغلة ما بذمتها لصندوق الضمان الاجتماعي، منذ سنة 1994 وإلى غاية 2008. وقال عزوم إن الشركة لم تؤد أزيد من 3 ملايير سنتيم للصناديق الاجتماعية، رغم اقتطاع مساهمات العمال من أجورهم الشهرية، متهما إدارة الشركة بإغراق المؤسسة في الديون تمهيدا لإعلان إفلاسها. وعانى المواطنون الراغبون في الذهاب إلى عملهم صباح أمس من توقف حركة النقل الحضري عبر الحافلات العمومية، وأثر الإضراب المفاجئ لعمال «مدينة بيس» على حركة السير والجولان في المدينة. وعلمت «المساء»، من مصدر من ولاية الدار البيضاء، أن السلطات المحلية تدخلت لدى شركات النقل الحضري الخاصة العاملة في المدينة وطلبت من أربابها تشغيل أسطول حافلاتهم، بهدف تدارك الأزمة التي أحدثها إضراب عمال «مدينة بيس». وتذرع خالد شروعات، المدير العام لشركة «مدينة بيس» بوجوده في اجتماع صباح أمس، وقال في اتصال هاتفي مع «المساء»، لنقل وجهة نظر الشركة الحاصلة على عقد التدبير المفوض لقطاع النقل الحضري بالدار البيضاء، إنه مشغول قبل أن يقفل الخط. وحسب مصادر صحفية، فإن «مدينة بيس» تعاني من غياب تنظيم فعال يضمن المنافسة وتحسين الخدمات، وهو ما ترتب عنه عجز الشركة عن تحقيق التوازن المالي المطلوب. وفي السنة الماضية، صرفت إدارة «مدينة بيس» قرابة 7 ملايين أورو بهدف تغطية خسائر الاستغلال، وتملك شركة «RTAP» حصة 20 في المائة من رأسمال أسهم «مدينة بيس» مقابل 60 في المائة لمديرها العام خالد شروعات و20 في المائة للبنك المغربي للتجارة الخارجية. وتمكنت شركة «مدينة بيس» من الاستحواذ على تدبير قطاع النقل الحضري لمدينة الدارالبيضاء لمدة 15 سنة أمام شركة «فيوليا». وحفز وعد قطعته السلطات المغربية بتمكين «مدينة بيس» من احتكار قطاع النقل الحضري في متم سنة 2009 في تحقيق الشركة لأرباح فاقت 12 مليون درهم، ومازالت الشركة تعمل ب540 حافلة في الوقت التي تنص فيه عقدة التدبير المفوض على أسطول يضم 1000 حافلة.