في خطوة غير مسبوقة داخل المغرب لأكاديمية محسوبة على قطاع خاص نجحت أكاديمية فاس لكرة القدم بتعاون مع مجلس المدينة في تقديم وصفة لعلاج ورم الهواية، بعدما قرر سعد أقصبي رئيس المغرب الفاسي سابقا وصاحب مشروع الأكاديمية، دعوة أكاديميين على رأسهم كارلوس لورنزانا رئيس لجنة تنظيم مونديال كوريا واليابان والذي شغل على مدار 24 سنة منصب المهيء البدني لمنتخبي إسبانيا ويوغسلافيا سابقا، وخوصي يبدون القنصل العام لمنطقة أندلسيا، بحضور رئيس مجلس المدينة حميد شباط وفاعلين سياسيين بالمدينة، لتأطير المناظرة التي احتضنها فندق جنان بلاص بالعاصمة العلمية واتخذت كشعار لها «جميعا من أجل إنجاح الاحتراف بالمغرب»، اللقاء أتاح أمام المتداخلين فرصة إعطاء مقارباتهم العلاجية واقتراحاتهم بهدف انتشال واقع الممارسة الكروية من ضحالة الهواية إلى واحة الاحتراف، عبر تسلق خطوات ومسالك تحاكي ما أنجزته دول رائدة في مجال كرة القدم، وعلى رأسها الجارة الإسبانية التي جعلت من مونديال 1982 نقلة نوعية وانعطافة عملاقة في إطار تواجهاتها. وافتتح سعد أقصبي مداخلته بالحديث عن ضرورة إيلاء الفئات القاعدية للأهمية التي تستحقها وتمكينها من آليات من آليات الاشتغال والتطلع للمستقبل، كما نوه بالإنخراط الإيجابي لمجلس المدينة في مشروع يتثاءب في تحركه، وهو نفس التوجه والطرح الذي سار عليه حميد شباط رئيس مجلس المدينة معبرا عن كامل استعداده لمد يد المساعدة لمثل هذه المبادرات، للصورة الإيجابية التي تروجها عن المدينة، خاصة وأن فاس لا زالت تعيش على إيقاع الاحتفالات بمرور قرنا على تأسيسها، وانصرف شباط بسبب التزامه بنشاط حزبي مباشرة بعد كلمته. باقي التدخلات خاصة تلك التي استعرضها لورانزانا كشفت للجميع عن مدى الخلل الموجود في بنية وتركيبة التسيير بالمغرب، لأنها أبانت عن فوارق وهوامش كبيرة في الاختلاف، كما أكد على ضرورة الخضوع لدورات تكوينية لكل من له ارتباط عن تدبير شأن كرة القدم كل في مجال تخصصه، في وقت جاء تدخل يوسف شيبو إيجابيا وعميقا وهو يستحضر أسباب تختلف الكرة المغربية وأيضا معيقات الاحتراف انطلاقا من تجربته الشخصية كلاعب خريج للأحياء، أما عزيز بودربالة فأكد أن المغرب مطالب بتغيير الكثير في سياسته العامة رياضيا، لأن ما عاشه رفقة القدم الذهبي جعله يصل لنتائج تبرز إلى أي مدى هناك جيل يعيش الضياع بلا إهتمام، أما عبد الرحمن السليماني وهو المدير الحالي لمدرسة «الماص» فشدد على أن هرمية الإحتراف يجب أن تنطلق من القاعدة أولا، كما سار حسن مومن على نفس الشيء، فيما قال مصطفى معزوز الحكم المعتزل إن الإحتراف هو إحتراف عقول ومسيرين وجمهورا وصحافة وحكاما، وأنه طالما تم تغييب هذه الأشياء فلن نصل للضفة المرجوة، وحضر أيضا لاعبو الفتح الرباطي سابقا حسن أقصبي الذي كان الضيف الكبير وموثق حقبة وصفها بالذهبية في الكرة الوطنية دون حوافز وهشام جدران وعروبة وزنبير وخالد الأبيض، وأيضا حسن أغني مدرب الفريق الوطني للفتيان سابقا والذي عايش الفئات الصغرى وهمومهما، ليسدل الستار على فعاليات هذه المناظرة بكلمة لسعد أقصبي شدد من خلالها على ضرورة عقد دورات بشكل منتظم وحلقات نقاش من هذا النوع تبرز الإختلالات وتطرح الحلول، وهو نفس الطرح الذي سار عليه الدكتور خالد جسوس وإعطاء الانطلاقة الفعلية لأوراش الأكاديمية وانخراط الأجيال الصاعدة فيها.