في الوقت الذي يؤكد رئيس الاتحاد الجهوي للمقاولين، تعثر سير الأشغال في محطة السعيدية المدرجة في المخطط الأزرق، ينفي مسؤول في شركة « فاديسا المغرب» المكلف بتهيئة المحطة ذلك، ويجزم بأن الأشغال تسير كما هومخطط له. ويؤكد عبر الكبير زهير، رئيس الاتحاد الجهوي للمقاولين، أن حوالي 97 في المائة من المقاولات العاملة في إطار المناولة في المحطة، توقفت عن العمل تدريجيا منذ شهر فبراير الماضي، بعد تأخر «فاديسا» في تمكينها من مستحقاتها عن الأشغال المنجزة. واعتبر في تصريح ل«المساء»، أن المقاولات العاملة في إطار المناولة في المحطة لفائدة شركة «فاديسا المغرب»، لم تتوصل بمستحقاتها عن الأشغال التي أنجزتها في يناير الماضي، ولم تتوصل تلك التي استمرت في عمل المحطة خلال شهري فبراير ومارس بتلك المستحقات التي تراكمت في ذمة «فاديسا» خلال الثلاثة أشهر الأخيرة. وأكد أن العديد من المقاولات اضطرت إلى التخلي عن عمالها، على اعتبار أنها لم تستطع الاستمرار في تشغيلهم لعدم توفر السيولة لديها، مشيرا في ذات الوقت إلى أن الشركات وحدها هي التي تستمر في العمل في المحطة، لأن حجمها يخول لها الانتظار فترات من تلك التي تستطيعها المقاولات الصغرى. وفي رده على ما ادعاه رئيس الاتحاد الجهوي للمقاولين، اعتبر رشيد الزمزوري، المدير التقني لشركة «فاديسا المغرب»، أنه لا يوجد أي توقف في سير الأشغال بالمحطة الشاطئية، بل إنه يشدد على أنها ستنتهي في الآجال المحددة. وأكد على أن المقاولات تلقت مستحقاتها عن شهري يناير و جزء من مستحقاتها عن فبراير، ويجري الإعداد لتسليمها مستحقاتها عن شهر مارس، وهويؤكد أن المقاولات التي تواجه مشاكل هي تلك التي لم تحترم المواصفات التي التزمت بها، بحيث لا يمكن التساهل معها، ويتم اكتشاف عيوب عند تسليم المباني لأصحابها. وشدد على أن تحول للمقاولات مستحقاتها في ظرف شهر أوشهرين، بينما تصل هذه المدة في الأوراش التي تشرف عليها الدولة إلى ثلاثة أشهر، معبرا عن اندهاشه لعدم توفر بعض المقاولات المنخرطة في إنجاز بعض الأشغال في المحطة على السيولة التي تؤمن لها مواجهة مصاريفها العادية. وأفاد أن دخول مجموعة الضحى في رأس مال «فاديسا» لم يفض إلى تغيير في طريقة تعامل الشركة مع المقاولات، غير أنه أوضح أن ذلك اقتضى بعض التغييرات في طريقة العمل. يشار إلى أن أنس الصفريوي، رئيس مجلس إدارة «فاديسا المغرب»، عقد قبل أسبوعين تقريبا بالمحطة، لقاء مع المقاولات العاملة في المناولة التي أوقفت الأشغال في المحطة، حيث أوضح، حسب عبد الكبير زهير، أن التأخر في الوفاء بالمستحقات ظرفي ووعد بمعالجة المشكل بسرعة. وكان أنس الصفريوي، رئيس مجلس إدارة شركة «فاديسا المغرب»، نفى، خلال ندوة صحفية عقدها في الأسبوع الماضي، تعثر الأشغال بالمحطة السياحية «السعيدية» أوإمكانية عدم إنهاء المشاريع المبرمجة بها في المدد الزمنية المحددة لتسليمها. وأكد الصفريوي، أنه لم يسبق لمجموعة «فاديسا» أن تعهدت، في اتفاقيتها المبرمة مع الحكومة المغربية، على تاريخ محدد لتدشين المحطة السياحية بكاملها، وأضاف أنه إذا كان الأمر يتعلق بفتح المحطة أمام زبناء فقد تم ذلك، حيث أن المحطة يقطن بها العديد من المستفيدين الذين سلمت إليهم مفاتيح بعض الفيلات والشقق منذ سنة 2007، مشيرا في السياق ذاته إلى إنهاء مشروع «لا مارينا» بالمحطة، إضافة إلى ملعب للكولف. وأعلن الصفريوي، أن مشروع بناء فندق من فئة خمس نجوم قد أشرف على الانتهاء، فقد تقدمت به الأشغال بنسبة 90 في المائة، وأن عددا من الإقامات السياحية يتراوح فيها معدل تقدم الأشغال ما بين 65 و90 في المائة، مشددا على أن هذه المشاريع تندرج في إطار المرحلة الأولى من إنجاز المحطة السياحية، على مساحة 271 هكتارا وعلى مدى أربع سنوات، والتي تكللت بإكمال أشغال البناء لما يناهز 1050 شقة و80 فيلا. وأضاف الصفريوي، أن المرحلة الثانية من إنجاز المشروع تهم مساحة 427 هكتارا سوف يتم إنجازها على مدى 6 سنوات، وأكد في هذا الصدد على أن الأشغال لبناء فندقين من فئة أربعة نجوم (485 هكتارا و500 هكتار)، تقدمت بما يناهز 80 في المائة، وأن 788 شقة و164 فيلا بلغت نسبة الأشغال بهما على التوالي 20 في المائة و35 في المائة، مبرزا أن نسبة تقدم الأشغال لبناء ملعبين للكولف ناهز ب50 في المائة، قبل أن يعلن عن إنهاء الأشغال المرتبطة ببناء قرية سياحية. يشار إلى أن المحطة السياحية السعيدية، تندرج في إطار المخطط الأزرق، الهادف إلى تشييد ست محطات، على طول الساحلين المتوسطي والأطلسي. وتمتد المحطة، التي تبعد بحوالي 60 كلم شمال وجدة، على مساحة تقدر ب700 هكتار، وطول يصل إلى 2.2 كيلومترات، من أصل 14 كيلومترات قابلة للتهيئة مستقبلا. وستمكن من خلق 16 ألف سرير أي ما يناهز 68 في المائة من القدرة الحالية لمدينة أكادير و58 في المائة لفنادق مدينة مراكش، ويضم المشروع 300 فيلا و2700 شقة سكنية، إضافة إلى ثلاثة ملاعب للكولف. ويبلغ الغلاف الاستثماري الإجمالي للمحطة السياحية «السعيدية» ما يناهز 12 مليار درهم، 3.7 ملايير درهم منها تعود ل«فاديسا» و605 ملايين درهم للدولة، و7.7 ملايير درهم لباقي الشركاء.