قال كريم فكروش حارس مرمى فريق الوداد إنه تحامل على إصابته من اجل مشاركة زملائه في مباراة نصف نهائي أبطال العرب أمام الفيصلي الأردني، وأبرز في حوار أجرته معه «المساء»، أن مثل هذه المباريات لا تتكرر، متمنيا أن ينجح فريق الوداد في بلوغ المباراة النهائية والفوز باللقب ليصالح جمهوره العريض. - نجح فريق الوداد في العودة بنتيجة الفوز من الأردن أمام الفيصلي في ذهاب نصف نهائي عصبة الأبطال، هل معنى ذلك أن المباراة كانت سهلة؟ < لا أبدا، لقد كانت المباراة صعبة، سيما أن المنافس قوي، وكان يسعى من خلال هذه المباراة لتأمين إياب مريح بالدار البيضاء. لا تنس أن الفيصلي بلغ السنة الماضية المباراة النهائية وكان قريبا من التتويج، كما أنه يضم في صفوفه عددا من اللاعبين المميزين الذين يشكلون العمود الفقري للمنتخب الأردني. والحقيقة أنه خلق لنا متاعب كبيرة في المباراة، لكن عزيمة وإرادة لاعبي الوداد كانت أكبر لتحقيق الفوز، من أجل خوض مباراة الإياب بالبيضاء بشكل مريح. أتصور أننا تعاملنا مع المباراة بواقعية وبفعالية، مكنتنا من حسمها لصالحنا، لذلك فلا يسعني إلا أن أشكر زملائي في الفريق الذين بذلوا جهودا كبيرة في المباراة، وكانوا عند أفق انتظار جمهور الوداد بشكل خاص والجمهور المغربي بشكل عام. - كان محتملا بنسبة كبيرة أن لا تشارك في المباراة، ما الذي حصل بالضبط حتى أصبحت مؤهلا لخوضها؟ < فعلا، فلم تتقرر مشاركتي في المباراة إلا يومين قبل موعدها، فقد كنت أعاني من إصابة في أعلى الفخذ، لكن بمجهودات طبيب الفريق الدكتور هيفتي الذي ظل يتابع حالتي عن قرب، فقد أمكنني المشاركة في المباراة شريطة أن لا أضغط كثيرا على مكان الإصابة. - معنى هذا أنك تحاملت على نفسك وخضت المباراة ؟ < فعلا، لقد تحاملت على نفسي، لأن مثل هذه المباريات لا تتكرر، فنصف نهائي أبطال العرب لا يخوضه اللاعب دائما، لذلك حاولت أن أتحدى الإصابة وأشارك في المباراة، دون أن يعني ذلك أن بقية الحراس ليسوا مؤهلين للدفاع عن عرين الوداد، والحمد لله فما أن بدأت المباراة حتى نسيت أنني مصاب، وكان هدفي أن أدافع بكل السبل عن مرمى فريقي، سيما أن جمهور الوداد كان ينتظر من الفريق أن يحقق نتيجة إيجابية خاصة بعد الإقصاء غير المتوقع بالنسبة له من منافسات كأس العرش، وتقلص حظوظ الفريق في إحراز لقب البطولة. - بعدما كان فريق الوداد متقدما بهدف تمكن الفريق الأردني من إدراك التعادل، ألم يساوركم الشك في إمكانية خسارة المباراة؟ < لا، أبدا فهذه الأمور واردة في كرة القدم، وشخصيا لم يساورني الشك في أننا سنعاود التقدم في نتيجة المباراة، فهناك مباريات يكون لها طابعها الخاص، ويكون لديك إحساس أنك ستكسبها، وهو ما حصل بالفعل، لقد كان لاعبو الوداد في قمة التركيز وخاضوا المباراة بهدف الفوز، وقد كانت المحصلة النهائية جيدة. - كيف هيأ أوسكار فولوني الفريق لخوض المباراة؟ < لقد حاول أوسكار أن يبعدنا عن ضغط المباراة، وأن ينسينا مباراة كأس العرش التي خسرها الفريق أمام شباب هوارة، وأستطيع القول أنه لعب دورا جيدا رفقة رشيد الداودي لإخراج اللاعبين من الوضعية النفسية المهتزة التي كانوا يعيشونها جراء الإقصاء من كأس العرش. - ما الذي قاله لكم فيلوني بالتحديد؟ < لأوسكار فيلوني القدرة على تحفيز اللاعبين في كل مباراة على حدة، وقد طلب منا أن نضع المباريات التي مضت خلف ظهورنا وأن نسعى لتحقيق نتيجة إيجابية أمام الفيصلي تكون بمثابة المصالحة بيننا وبين جمهور الوداد العريض. - وكيف وجدت أداء فريق الفيصلي؟ < صحيح أننا تمكنا من الفوز، لكن فريق الفيصلي أكد بدوره أنه فريق قوي وله مكانته في الساحة العربية، لقد كان منافسا قويا، وسعى بكل السبل لحسم المباراة لصالحه، الفارق هو أننا عرفنا كيف نجعل أطوار المباراة لصالحنا وأن نتحكم في زمامها وأن نكون أكثر فعالية. - وكيف تتوقع مباراة الإياب؟ < أعتقد أن مباراة الإياب ستكون صعبة، ففريق الفيصلي لن ينزل يديه وسيدافع عن حظوظه في التأهل بشتى السبل، كما أنه سيكون في وضعية معنوية جيدة، بما أنه لن يكون لديه ما يخسره. فضلا عن أن فريق الفيصلي أثبت في محطات كثيرة أنه يجيد اللعب خارج أرضية ميدانه، والدليل النتائج التي حققها هذه السنة، فقد اقتلع التأهل إلى الدور نصف النهائي من خارج ميدانه، كما أنه السنة الماضية فرط في اللقب بالأردن وليس بالجزائر، لذلك فسنكون ملزمين بالتعامل مع مباراة الإياب بالبيضاء بشكل هادئ، وأن يكون لدينا اليقين أن لاشيء حسم، وأن التسعين دقيقة المقبلة هي التي ستحسم نتيجة المباراة، وليس ما تحقق في مباراة الذهاب. - إذا أنت متخوف من مباراة الإياب؟ < الخوف بداية النجاح، لكن يجب أن نعطي للفريق الأردني قيمته ومكانته، وأن لا نبيع جلد الدب قبل اصطياده فمباريات الكرة مليئة بالمفاجآت، ونحن من المفروض علينا أن نبحث عن التأهل إلى المباراة النهائية لنهدي اللقب إلى جمهور الوداد المتعطش للفوز. - البعض يفسر تألق فريق الوداد في منافسات أبطال العرب بضعف بقية الفرق المشاركة؟ < لا أعتقد ذلك، فالفرق المشاركة في هذه البطولة لها قيمتها وحضورها الوازن، ففريق الفيصلي يضم عددا من اللاعبين الدوليين، وفريق طلائع الجيش أثبت أنه فريق جيد بإمكانه خلق المتاعب لأي فريق، إضافة إلى وفاق سطيف الجزائري واتحاد العاصمة الذي لم يتمكن من التأهل إلى الدور نصف النهائي، ثم إن أغلب الفرق عندما تواجه فريق الوداد فإنها تبذل جهودا مضاعفة لهزمه، ما يجعلنا أمام مباريات قوية. - وبماذا تفسر تناقض نتائج الوداد، فمقابل التألق العربي هناك إخفاق على مستوى البطولة وكأس العرش؟ < بالنسبة لكأس العرش، فمباراة شباب هوارة جاءت في ظرف خاص، فبعد أن واجهنا فريق مولودية العيون في دور السدس عشر، كنا ملزمين بملاقاة شباب هوارة باولاد تايمة، لذلك فقد أحس اللاعبون بالعياء، هذا دون أن نبخس فريق هوارة حقه، بما أنه فريق محترم يتوفر على لاعبين جيدين، كما أن طموح وحماس لاعبيه كان كبيرا لهزم الوداد، وفي منافسات كأس العرش فإن الفوارق تذوب بين أندية المجموعة الوطنية الأولى والثانية. - كلما وجهت لك الدعوة لتعزيز صفوف المنتخب الوطني، إلا وتعرضت للإصابة، كيف تنظر للأمر؟ < هذا صحيح، لكنني إنسان مؤمن بالقضاء والقدر، وإن شاء الله سيأتي الوقت لآخذ فرصتي في المنتخب الوطنين فالطريق أمامي لازال طويلا، فقط أتمنى أن أكون عند حسن ظن الناخب الوطني جمال فتحي. - هل هناك حارس نموذجي تضعه أمام عينيك؟ < إنه الحارس بادو الزاكي، فمنذ أن بدأ وعيي في التشكل وأنا أسمع عن الزاكي وأتابعه، لذلك فأملي كبير أن أسير على خطاه كحارس مرمى كبير ترك بصمته الواضحة. - وكيف جاءت علاقتك بحراسة المرمى؟ < منذ البداية اخترت أن أكون حارسا للمرمى، لذلك فمنذ ولجت مدرسة المغرب الفاسي كان تعلقي دائما بحراسة المرمى، التي كانت تستهويني بشكل كبير. - ومن يرجع له الفضل في اكتشافك؟ < إنه عبد الحق لكتامي مدرب حراس المرمى بالمغرب الفاسي، والمدرب الحالي لحراس المنتخب، إضافة إلى التكناوتي، استطيع القول أن الطريقة التي يتم بها تكوين الحراس بفريق المغرب الفاسي نموذجية وتسمح ببروز حراس مرمى جيدين. - ولماذا في رأيك نجحت مدرسة المغرب الفاسي في إبراز مجموعة من الحراس؟ < لأن هناك مدرسة قائمة الذات، ولأنه دائما كان يتواجد بالفريق الفاسي حارس جيد، كان يشكل قدوة للناشئين، فالمثل الأعلى أمر مهم. - الحديث عن وجود أزمة لحراس مرمى ألا يزعجك؟ < إنه أمر مزعج بالتأكيد، فحارس المرمى يشكل حالة خاصة، للأسف ففي المغرب ما أن يخطئ الحارس حتى تلصق به التهم، ويصبح هو مصدر الخسارة، بل وقد يجد نفسه أسير كرسي الاحتياط، في أوروبا مثلا يخطئ الحارس فيزداد المدرب تشبثا به ليمنحه الثقة، هذا هو المطلوب في رأيي ليصبح لدينا حراس بثقة كبيرة وبشخصية قوية. قطاية*: مستقبل كبير ينتظر فكروش . لم يتردد يونس قطاية مدرب حراس مرمى فريق الوداد الرياضي لكرة القدم في التأكيد على أن مستقبلا كبيرا ينتظر الحارس كريم فكروش، وأشار في اتصال أجرته معه «المساء» أنه يتوفر على مميزات خاصة سواء من حيث بنيته الجسمانية أو طريقة تصديه للكرات الهوائية أو الأرضية. وأبرز أن فكروش قبل أن يكون حارسا جيدا فإنه شخص متخلق ويحظى بحب جميع الوداديين، ولا يتردد في بذل الجهد بسخاء سواء في التداريب أو المباريات، مؤكدا أنه منذ مجيئه إلى فريق الوداد نجح في التأقلم بسرعة مع الفريق، بل إنه منح الثقة للاعبين بحضوره الجيد في المرمى، مشيرا إلى أنه مدرب ثان للفريق داخل الميدان. قطاية الذي قال إنه يتوقع مستقبلا كبيرا لفكروش سواء مع الوداد أو المنتخب الوطني، أوضح أن ما يقلقه بخصوص فكروش هي الإصابات التي يتعرض لها، مثلما حصل لما تمت المناداة عليه للمنتخب الوطني. من ناحية ثانية قال قطاية إن لفكروش قدرة كبيرة على تجاوز المشاكل سواء داخل الملعب أو خارجه، وأن اللاعبين يثقون في حضوره للمرمى، مبرزا أنه في مباراة الفيصلي ساهم بقسط وافر في النتيجة التي حصل عليها الفريق، بتصديه لمجموعة من الكرات التي جعلت الفريق يظل صامدا. *مدرب حراس الوداد