زكى فريق الوداد البيضاوي تفوقه العربي بتأهيل صعب لكنه مستحق على النادي الفيصلي الأردني، في مباراة قوية انتهت بالتعادل السلبي الذي يكفي المغاربة للوصول إلى نهائي النسخة الرابعة من منافسات دوري أبطال العرب. كان الفوز الذي حققه الوداديون بمدينة الزرقاء في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال العرب على الفيصلي، كافيا لتأمين المرور إلى المباراة النهائية على الرغم من قوة الخصم الذي لعب مباراة حياة أو موت وظل يراهن على الفوز في قلب الدارالبيضاء أمام استماتة قوية للمغاربة، بل إن خطورة الزوار تجسدت في المرتدات السريعة التي اعتمدت على إمدادات الظهيرين للمهاجم العراقي رزاق الذي شكل خطورة حقيقية على دفاع الوداد. خاض أوسكار المباراة بنهج تكتيكي يرمي إلى الاستيلاء على وسط الميدان من خلال خطة 3 5 2 ، مع التركيز على دور الظهيرين في تحقيق التفوق العددي، لكن الفيصلي أحسن الانتشار على رقعة الملعب، ومارس حقه في الهجوم بحثا عن هدف في الجولة الأولى يعبد الطريق نحو التأهيل الصعب لكنه لم يكن أبدا مستحيلا. أتبت الزوار مقولة الفيصلي الأقوى خارج الأردن وأكد في فترات عديدة من الجولة الأولى خطورته في المرتد السريع والاختراق من الوسط، بل إن لاعبيه نادرا ما كانوا يلجأون للتسديد من خارج مربع العمليات، وكانت الفرصة الأوضح للاعب رزاق فرحان الذي كاد أن ينهي الفرح الودادي بعد مرور نصف ساعة من الجولة الأولى، ليرد عليه يونس منقاري بعد مرور ست دقائق حين انفرد بالحارس الفيصلي وسدد فوق العارضة. استمرت خطورة الفيصلي في الجولة الثانية وكان اللاعب العراقي رزاق وراء كل العمليات الأردنية، لكن الحارس كريم فكروش كان حاضر البديهة وظل يشكل درعا واقيا لفريقه خاصة أمام الاختراقات السريعة للزوار. فطن المدرب أوسكار فيلوني للأمر وقام بعد مرور ربع ساعة من زمن الجولة الثانية، بتعديلات طفيفة على تركيبته البشرية ووصفته التكتيكية، بإقحام لاعب طري يدعى أيوب سكوما إلى جانب لاعب خبرة رفيق عبد الصمد من أجل تعزيز خط الوسط وإغلاق المنافذ المؤدية لدفاع الوداد الذي تعامل مع الجولة الثانية بمنطق الأمان، ظل مصطفى بيضوضان يناور لوحده بحثا عن فرصة تقتل الخصم برصاصة الرحمة لكنه لم يفلح في هز شباك الفيصلي رغم مجهوداته المتكررة وسط غابة من السيقان الأردنية، وحين لجأ المنقاري للقدف من خارج المربع كانت كل التسديدات خارج الإطار. تقلص منسوب اللياقة البدنية عند الفيصلي ومع مرور الوقت انتقل الضغط من المعسكر الودادي إلى الأردني خاصة وأن حلم التأهيل بدأ يتلاشى تدريجيا، وترتب عن هذا الوضع نرفزة واضحة على الزوار كان من نتائجها طرد لاعبي ارتكاز وهما قصي الذي كان الرابط بين الدفاع والهجوم وزميله بهاء الذي كان سقاء حقيقيا للفيصلي. انتهى اللقاء بالتعادل الذي كان بمثابة تأشيرة مرور للمباراة النهائية التي يعلق عليها الوداديون آمال إنقاذ الموسم بلقب عربي يغني عن التواضع المحلي. أوسكار: قلت لزوجتي إن التأهيل قريب قال المدرب الأرجنتيني أوسكار في الندوة الصحفية التي أعقبت المواجهة، إن الفيصلي أتبث بالملموس بأنه فريق كبير من خلال العرض الجيد الذي قدمه أمام الوداد، حيث كانت هجوماته تتسم بالخطورة خاصة في الشوط الأول من المباراة، وأضاف بأن الأهداف كانت متباينة بين الفريقين، الوداد يسعى للتأهل دون الحاجة لتحقيق الانتصار، والفيصلي يحتاج إلى فوز بهدفين لصفر من أجل التأهيل للمباراة النهائية، وكان الضغط أكبر على العناصر الأردنية التي قدمت في مباراة العمر الدليل على أن تواجدها في الدور ماقبل النهائي ليس صدفة، وأكد فيلوني بأن الجمهور الودادي كان في أمس الحاجة للتأهيل ولو بالأصفار، لأنه مرت عليه مدة لم يخرج إلى الشارع للتعبير عن سعادته وابتهاجه، وأضاف بأنه تحدث إلى زوجته نورما قبيل المباراة وأكد لها قدرته على الوصول إلى النهاية في إنجاز يحلم به كل المغاربة، وفي معرض رده عن سؤال ل«المساء» حول الفرق بين المشوار العربي مع الرجاء والوداد بحكم وصوله للنهائي مع فريقي الدارالبيضاء، قال أوسكار الفرق فقط في الألوان، الأمس كان اللون الأخضر يملأ المدرجات واليوم الكلمة للأحمر. حمد عدنان: الحكم زاد من الضغط الممارس على لاعبينا أبرز المدرب العراقي عدنان حمد بأن الحكم السوري شكل ورقة ضغط على لاعبي الفيصلي وساهم بقراراته في رفع درجة الغضب عند اللاعبين في الوقت الذي كانوا يبحثون فيه عن هدف يعبد الطريق نحو التأهيل، وقال إنه لا ينتقد قرارات الحكام لكن طرد لاعبيه بهاء وقصي أثر سلبا على المجموعة، وأضاف مدرب الفيصلي بأن الإقصاء قد تم في مدينة الزرقاء حين خسر فريقه أمام الوداد بهدفين لواحد، وأنه من الصعب البحث عن التأهيل في الدارالبيضاء أمام فريق قوي مدعم بجماهير لا تتوقف عن التشجيع، وابرز عدنان بأن الفيصلي سيطوي المسار العربي ويسعى إلى إنقاذ موسمه بالفوز في كأس الملك، مشيرا إلى الفرص التي أضاعها لاعبوه بغرابة في وقت مبكر من المباراة، وتمنى للوداد مشوارا جيدا في النهاية مقدما للمدرب أوسكار التهاني بمناسبة بلوغه للنهائي العربي لثاني مرة في حياته بعد أن حقق المسار ذاته مع الرجاء البيضاوي.