انتقد سيمون ليفي، مدير المتحف اليهودي المغربي، ما سماه بإقصاء اليهود المغاربة من الجمعية المشرفة على تخليد 1200 سنة على تأسيس فاس. وقال ليفي في تصريح، أوردته قصاصة لوكالة الأنباء الفرنسية أول أمس الإثنين، إنه يستغرب عدم إشراك شخصيات يهودية في تشكيلة هذه الجمعية التي يترأسها سعد الكتاني والتي أسندت لها مهمة تخليد هذه الاحتفالات، خصوصا أن فاس كانت تضم إلى حدود القرن العشرين المكون اليهودي بشكل كبير. وكانت الاحتفالات الخاصة بهذا التخليد انطلقت بساحة بوجلود بفاس يوم 5 أبريل الحالي. ويرتقب، طبقا للبرنامج المعد لهذه الغاية، أن تعيش مختلف جهات المملكة احتفالات تخلد هذه الذكرى المقرونة كذلك بما سماه المنظمون بمرور 12 قرنا على تأسيس الدولة المغربية. وقال سيمون ليفي: «لا أعرف إذا كان الأمر يتعلق بعدم وجود كراسي شاغرة في هذه اللجنة أو لأنه بالنسبة إلى البعض اليهود شفافون: فبالرغم من أنهم يوجدون فإنهم لا يرون». وأشار ليفي إلى أنه في سنة 1900 كانت فاس تضم 10000 يهودي من أصل 100 ألف ساكنة، كما كانت تضم ما يقارب 20 بيعة. ويقول ليفي إن علماء اليهود بفاس، ويحمل العالم اليهودي اسم «الربي»، كانوا يشكلون السلطة الدينية لليهود المغاربة، وقراراتهم كانت تعم كل العالم اليهودي، أما «محكمة اليهودية بفاس فقد كانت تعرف بالمحكمة الكبرى. ويشير ليفي، في ذات التصريح، إلى أن موشي بن ميمون، المعروف ب«ميمونيد»، استقر لبعض الوقت في فاس في القرن 12 بعدما فر من قرطبة التي دخلها الموحدون، واستغل مقامه بهذه المدينة ليطور معارفه في مجالات الطب والفلسفة وعلم الفلك عند علماء المسلمين الكبار. وبعد طرد اليهود، في المرحلة الأولى من إسبانيا سنة 1391، التحق عدد من العائلات بالمكون اليهودي الموجود قبليا بفاس، وفي سنة 1934 شيد أول ملاح يهودي بفاس.