يعيش المكتب المسير للوداد بوادر تصدع بعد أن تبين أن الأعضاء موزعين إلى فصيلين الأول موالي لأكرم والثاني يسعى لتقديم البيعة مسبقا للنائب الأول حسن البرنوسي، خاصة بعد أن زاد غضب الطرف الأول إثر الخروج الإعلامي للبرنوسي في برنامج مستودع الذي بشر فيه بنهاية عهد الوداد/ الجمعية ودخول الفريق عالم المقاولة، بل إن الرئيس شعر بالقلق بعد أن وجد نفسه في مواجهة الغضب الجماهيري عقب الديربي، مما اعتبره محاولة لخلق أحلاف داخل النادي حيث ظل مؤازرا ببعض الأعضاء كبنجلون وبرادة وبنكيران ووريث فيما اختار آخرون جبهة البرنوسي وعلى رأسهم صلاح الدين الشنكيطي، ومن مظاهر هذا الوضع غياب الاجتماعات من أجندة النادي والاكتفاء بلقاءات متنافرة فيما يظل ادريس بنهيمة محتفظا بالرقم القياسي في التخلف عن الاجتماعات. وفي سياق تشخيص أزمة النتائج التي يعرفها الوداد البيضاوي والتي لم تنفع وصفة أوسكار في فك رموزها بعد أن حقق في أربع مباريات ثلاث هزائم وانتصار واحد عقد الرئيس اجتماعا طارئا مع اللاعبين. وعلى امتداد ثلاث ساعات من النقاش حول موضوع أزمة الوداد الاجتماع الذي جمع رئيس الوداد عبد الإله أكرم بلاعبي الفريق إلى ما يشبه مناظرة مصغرة حول راهن الفريق الذي يعيش أزمة نتائج حقيقية استعصى معها الوصول إلى الأهداف المسطرة من طرف المكتب المسير، والذي راهن في بداية الموسم الرياضي الحالي على اكتساح حقيقي بعد رصد مبلغ لا يقل عن مليار سنتيم لجلب لاعبين من درجة خمسة نجوم. حضر عبد الإله أكرم الاجتماع الطارئ مرفوقا بنائبه وكانت علامات الغضب تبدو على محياه خاصة وأن الرجل راهن على موسم ليس كبقية المواسم قبل أن يتحول هاجسه الأول إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه بلقب عربي. اقتصر الحضور على اللاعبين فقط في ما غاب كل من أوسكار فيلوني وبقية أفراد الطاقم التقني والطبي والإداري برغبة من الرئيس الذي فضل أن يكون للاعبين متسع من الحرية لتشريح أسباب تراجع أداء الفريق خلال الموسم الحالي، وقال أكرم في كلمته الافتتاحية إنه يريد أن يعرف المشاكل الحقيقية للاعبين بصراحة وبشكل مباشر ودون وساطة. في هذا الاجتماع الأول من نوعه قال اللاعبون إن الجميع معني بقضية الوداد وأن الوضع الراهن يحتم تضافر الجهود ووضع الحسابات الضيقة جانبا والإخلاص للقميص الأحمر والأبيض. حاول الرئيس معرفة أسباب التراجع من أفواه اللاعبين المعنيين الأقدر على تشخيص الحالة الراهنة، وجاءت تدخلات اللاعبين لتصب في نفس الاتجاه، أي أن التغييرات العديدة على مستوى الإدارة التقنية كانت عاملا أساسيا في تردي الوضع، وقال أحد اللاعبين إن كل مدرب له اختياراته الخاصة حين يتعاقد مع الوداد يحدث تغييرات جذرية ويتحول بعض البدلاء إلى أساسيين والعكس صحيح، وحين يقال يقدم بديله على تغييرات مماثلة لتضيع مصلحة النادي في بحر التقلبات التقنية. واستأثر الديربي بنصيب من النقاش حيث تبين أن بعض الاختيارات لم تكن موفقة خاصة حين زج المدرب بلاعبين عديمي الخبرة والتجربة في حمى اللقاء الكلاسيكي والإبقاء على عناصر أخرى على كرسي الاحتياط. وأثار اللاعبون في نهاية الاجتماع على سبيل المزاح مسألة رفع المنح والحوافز، فرد الرئيس على المقترح بالإيجاب وقال إنه مستعد لرفع المنح إلى الأقصى شريطة هز الشباك وإعادة الفريق إلى سكة الألقاب.