من مخلفات إقصاء الوداد البيضاوي من منافسات كأس العرش أمام شباب هوارة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، تجدد خيوط التصدع داخل المكتب المسير للفريق وظهور أعراض أزمة حقيقية قد تقود النادي نحو حالة الاستثناء. لم يخف موقع «وداد نيوز» أعراض الأزمة التي قسمت الوداد إلى فصيلين وعجلت بظهور حرب باردة، لم ينفع معها بلاغ الكتابة العامة للفريق التي بادرت إلى نفي وجود انشقاق في هياكل النادي، واعتبرت «كلام الصحافة مجرد محاولة للتشويش على الفريق في مرحلة هامة من حياته»، لكن الأيام كذبت البيان المطمئن وأكدت وجود أزمة حقيقية من تجلياتها تموقع كل طرف في خندق وارتفاع درجة التأهب من هذا الجانب أو ذاك. حسب موقع «وداد نيوز» فإن المكتب المسير للفريق يعيش على إيقاع التفرقة، وأن المواجهة محتملة بين فئتين تلتقيان في حب الوداد وتفترقان في بقية الأمور التي تتعلق بتدبير النادي، الفصيل الأول يتكون من رئيس الفريق عبد الإله أكرم ونائبه علي بنجلون الذي يعد أحد نواب عمدة المدينة ورمزي برادة الناطق الرسمي باسم الفريق ونورالدين بنكيران، بينما أهم ثوابت تشكيلة حسن البرنوسي تتكون من كريم فتح أمين المال، وهشام الملاخ رئيس لجنة الماركوتينغ الذي اختفى عن الأنظار منذ مدة، وكريم جلال العضو المستقيل. أصل الخلاف بين الفصيلين طريقة تدبير الشأن الودادي، أكرم يحاول أن يلبي رغبة القاعدة بجلب أبرز النجوم والرهان على معادلة صعبة وهي انتداب نخبة من اللاعبين يؤدي إلى احتكار الألقاب، بل إن رهان أكرم ومن معه هو النتائج الآنية للفريق الأول، لأن استقرار النتائج يؤدي إلى استقرار الهياكل. ومنذ استقدام المدرب الفرنسي كفالي ارتفعت وتيرة الخلاف بين الطرفين، بعد أن ظل حلف البرنوسي يندد بانفرادية الرئيس في اتخاذ القرار فيما برر أكرم المسألة بالظرفية الاستعجالية التي تفرض قرارا استعجاليا. ولتفادي الصراع المتجدد في الاجتماعات فضل أكرم عقد اجتماعات غير موسعة والاكتفاء بأقلية عددية، وهو ما اعتبره رفاق البرنوسي محاولة لانفراد فئة بالقرار وتوسيعا للهوة التي تكبر كلما تعثر الفريق في مسار البطولة أو الكأس. ومن النقط التي أفاضت الكأس التصريح الذي أدلى به حسن البرنوسي في إحدى حلقات برنامج مستودع على قناة الرياضية، والذي أعلن فيه دخول الوداد عالم المقاولة وإنهاء التعامل بنمط الجمعيات التقليدي، خصوم حسن اعتبروا الخرجة الإعلامية غير مسؤولة وقالوا إنه كان من باب أولى تقديم المشروع للمنخرطين قبل الصحافيين، لكن كريم فتح جدد مطلب التحول إلى شركة في الاجتماع الذي عقدته المجموعة الوطنية مع رؤساء أندية الصفوة دون أن يجد أدنى اعتراض من الرئيس الذي انشغل بقضية لبرازي. في هذا السياق قال كريم جلال عضو المكتب المسير للوداد في تصريح ل«المساء» إن حل مشكلة الوداد بات مستعصيا، وأكد تشبثه بالاستقالة نافيا أن يكون قد وجه للرئيس ملتمسا للعدول عن قرار اتخذه قبيل سفر الفريق إلى مصر لمواجهة طلائع الجيش المصري، مبرزا غياب تدبير جيد للشأن الودادي، وقال بأنه انسحب من المكتب ليظل ضمن هيئة المنخرطين. في ظل هذا الوضع ظلت فئة من المسيرين في خانة الأقلية الصامتة، تراقب الموقف بحذر خوفا من مستقبلها داخل النادي.