فجرت هزيمة الوداد البيضاوي في أولاد تايمة أمام شباب هوارة بأربعة أهداف مقابل واحد أزمة حقيقية داخل النادي، حيث لاحت في الأفق بوادر هزة عنيفة قد تغير ملامح الفريق وتعجل بحالة الاستثناء، خاصة وأن الخروج المذل من مسابقة كأس العرش كان أمام فريق ينتمي لأندية القسم الثاني والذي يختلف من حيث التاريخ والجغرافية والإمكانيات البشرية والمادية عن الوداد، وبحصة وصفها الوداديون بالمستفزة. لم يعد أمام الوداد سوى التشبث بخيط كأس دوري أبطال العرب، التي بلغ مربعها الذهبي حيث يواجه في المباراة القادمة الفيصلي الأردني في مباراة أشبه بسيف ذو حدين، فقد تساقطت الأهداف المسطرة كتساقط أوراق الخريف بعد أن فقد الفريق شهية المنافسة على لقب البطولة بالرغم من الأسماء الوازنة التي عزز بها الوداد تركيبته البشرية في بداية الموسم الرياضي، والتي كلفت ميزانية النادي ما يفوق 800 مليون سنتيم. لم يعد أمام لاعبي الوداد إلا التمسك بما تبقى في المسار العربي، والبحث عن مركز ضمن الخمسة الآوائل في سبورة الترتيب العام للمجموعة الوطنية، بينما كان الجميع يراهن قبل شهور على موسم عنوانه الألقاب ما ظهر منها وما بطن. رافق الوداد في رحلة هوارة رئيس النادي مرفوقا بعضوين من المكتب المسير في محاولة لدعم المجموعة في مباراة تبدو على الورق في متناول الوداد لكنها عسيرة ميدانيا، بل إن المكتب وضع رهن إشارة اللاعبين مهيئا نفسيا في شخص الدكتور عبد القادر زوكار الذي باشر خلال سفرية الجنوب مجموعة من اللقاءات مع اللاعبين بغية فك شفرة الاستعصاء الجاثم على أقدام وأذهان العديد من العناصر الودادية.وأمام حالة الاكتئاب التي تخيم على محبي الوداد فإن المنخرطين اختلفوا حول التدابير الاستعجالية لما بعد الإقصاء أمام فريق زاده الطموح اسمه شباب هوارة، فئة ترفض عقد اجتماع طارئ لدراسة أسباب ودواعي الأزمة، ويعللون قراراهم بمداهمة الموعد العربي والتخوف من التشويش على الفريق في رحلته العربية، وفئة تدعوا لعقد اجتماع طارئ لمناقشة السبل الكفيلة بإنقاذ الموسم من الضياع، سيما وأن المكتب المسير كان يعتزم عقد لقاء تواصلي مع المنخرطين بعد الديربي. وعلى الرغم من حساسية المرحلة إلا أن المكتب المسير اكتفى بالصمت ولم يبادر إلى الإعلان عن موعد اجتماع على غرار ما حصل بعد الخسارة أمام الرجاء في اللقاء الكلاسيكي، وكأن الهزيمة أمام الجار أقسى من الإقصاء من منافسات كأس العرش، وقال حميد حسني منخرط بالوداد وعضو المكتب المسير سابقا،إن الهزيمة أمام هوارة هي أول خسارة أمام فريق ينتمي للقسم الثاني بتلك الحصة المستفزة منذ تأسيس النادي سنة 1937،وطالب بمحاكمة المتسببين في هذه الوضعية التي تضرب كيان نادي تحول إلى لقمة في فم العديد من الفرق. وعبرت جماهير الوداد عن غضبها وقررت رفع لافتات الغضب أمام مركب محمد بنجلون احتجاجا على الوضع الشاذ، الذي جعل الجمهور الودادي عرضة للإهانة في كثير من المحطات، بالرغم من التضحيات التي قدمها مناصرو الفريق في أكثر من منافسة خاصة وأن ألف مناصر للوداد رافق الفريق في رحلة تطوان بالرغم من الخسارة في الديربي. ومن المفارقات الغريبة في نهاية الأسبوع الجاري تعرض أبرز فروع الوداد البيضاوي للهزيمة، فوداد كرة السلة انهزم أمام النادي القنيطري في عقر داره، ووداد كرة اليد استسلمت أمام الرابطة، وفرع كرة السلة رفع الراية البيضاء في هوارة.