غاب حسن البرنوسي عن آخر لقاء المصالحة الذي دعا إليه الطيب الفشتالي رئيس المكتب المديري للوداد، بينما استجاب عبد الإله أكرم للدعوة إلى جانب الرئيس السابق عبد الإله المنجرة، ووصف عضو من المكتب المسير للوداد هذا الغياب بالمؤشر الحقيقي لجمع عام غير عادي، سيما وأن مجموعة من الأعضاء سيعلنون استقالتهم من تشكيلة أكرم مباشرة بعد المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، ويتعلق الأمر بالأعضاء المصنفين في خانة البرنوسي، كالملاخ والصغير وفتح والبغدادي فضلا عن الاستقالة المبكرة لكريم جلال أبرز المقربين من البرنوسي نائب الرئيس الغاضب. وسيكون الجمع العام المقرر عقده اليوم بقاعة المركب الثقافي لأنفا، استثنائيا بكل المقاييس بالنظر إلى طبيعة النقاش الذي يشغل بال المنخرطين، ووجود فئتين الأولى مؤيدة لأكرم والثانية إلى جانب البرنوسي، مما يجعل الجمع مهددا باللجوء لحالة الاستثناء. وكانت مجموعة من الخلافات الجوهرية قد عمقت الهوة بين الرجلين، خاصة وأن أكرم ظل يدعو للتمهل في ما يعرف بدخول الوداد عالم المقاولة، فيما اعتبر جناح البرنوسي هذا التعامل تكريسا للتدبير التقليدي للوداد، فضلا عن نقط تباعد بين الرجلين وتجعل محاولات الفشتالي مجرد صيحات في واد. وقال أحد المنخرطين إن الفشتالي اكتفى بدعوة المنجرة دون سواه من الرؤساء السابقين، وأن المصالحة لا يمكن أن تتم إلا بوجود بقية الرموز كمكوار والحريزي والسنتيسي واجضاهيم والدوبلالي وغيرهم من الأسماء التي تنطبق عليها صفة «حكماء الوداد». وكان منخرطو الوداد قد عقدوا أمس الثلاثاء بالمركب الثقافي لسيدي بليوط، اجتماعا خصص لدراسة الوضع الراهن للفريق، خلص إلى ضرورة دعم الرئيس الحالي مع اختلاف في التصورات المتعلقة بفريق عمله، وعلى الرغم من حضور حوالي 45 منخرطا فقط إلا أن النقاش ركز على ضرورة انتشال الوداد من حالة الشتات التي تتربص بها، والعمل على انتشال الفريق من حافة الفراغ الذي يتربص بالنادي العريق. ولقد نادى بعض المنخرطين باللجوء إلى الاقتراع السري لتشكيل المكتب المسير تفاديا لجبر الخواطر، وطالب آخرون بتحويل الجمع من محطة عادية إلى استثنائية، وتمديد فترة ولاية الرئيس الذي كان قد وعد بالرحيل قبل أن يتراجع عن قراره.