لم يكن تأسيس فريق الوداد الرياضي لكرة القدم سهلا، فقد ظلت سلطات الحماية ترفض منح الترخيص للفريق على امتداد سنوات طويلة، إذ كلما قدم الراحل محمد بنجلون الطلب إلا وقوبل بالرفض، ولم ينجح الفريق في الحصول على الترخيص إلا في سنة 1937 بوساطة من أعضاء النادي الفرنسي المغربي بالبيضاء، بعدما عاود بنجلون تقديم الطلب بمناسبة معرض باريس. كانت المسابح المتواجدة بمدينة البيضاء لا يلجها إلا المنخرطون بأحد الأندية الرياضية، التي كانت في معظمها أوروبية خاضعة لعصبة السباحة، غير أنه في سنة 1935 بدأ المغاربة في الانخراط في هذه النوادي، ومع تزايد أعدادهم سيثير ذلك حفيظة الفرنسيين، الذي دعوا بدوافع عنصرية إلى منع المغاربة من دخول المسابح، قبل أن ينصح عدد منهم المغاربة بتأسيس نوادي خاصة بهم يفرضون وجودهم بها على العصبة ويكون من حقهم الاستفادة من المسابح، لذلك انطلقت فكرة تأسيس ناد للسباحة وكرة الماء. حصل الوداد الرياضي بداية على ترخيص من أجل تأسيس فرع كرة الماء سنة 1937، وهو الترخيص الذي كان مشروطا بالابتعاد عن الدين والسياسة والعنصرية، وأن تضم تشكيلة المكتب 12 شخصا: 6 فرنسيين و6 مغاربة. أسندت الرئاسة للحاج محمد بنجلون الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للفريق، أما اختيار اسم الوداد فله قصة أخرى، ففي غمرة المحاولات التي كان يبذلها المؤسسون للوداد للحصول على الترخيص، طرح مشكل الاسم الذي سيطلق على الفريق، وبينما كانوا يشاهدون فيلما للراحلة أم كلثوم يحمل اسم «وداد»، فإنه لم يكن منهم إلا أن اقترحوا اختيار هذا الاسم، على أنه عندما يكون اللاعبون في المسبح وهم يمارسون كرة الماء، فإن عليهم أن يصيحوا «واك-واك» مقلدين البط. غير أن أحدهم طلب تفسيرا لكلمة «وداد»، فشرح له أحد الحاضرين أن كلمة وداد تعني محبة. أبدى عبد اللطيف بنجلون تأييده لاختيار هذا الاسم، لكن تدخل بعض الحاضرين أدى إلى عدم الحسم النهائي في الاسم، إلا بعد حضور عدد كبير من المسيرين واللاعبين، إذ تمت الموافقة على الاسم بعد عقد جمع عام. لذلك لم يكن غريبا أن يكون شعار فريق الوداد هو البطة، التي لا يتردد عدد من عشاق الوداد في اصطحابها إلى الملعب أثناء مباريات الفريق. كان الدكتور عبد اللطيف بنجلون من بين الأشخاص الذين أسندت لهم مسؤولية تحرير القوانين، فاقترح فكرة تحرير قوانين لنادي تمارس فيه جميع الرياضات بدلا من الاقتصار على كرة الماء، وهي الفكرة التي عمل على أن يقنع بها عددا من رفاقه في الوداد وبينهم الأب جيكو، الذي كانت تراوده فكرة تأسيس فريق لكرة القدم. ورغم المخاوف التي أبداها مسيرو الوداد من رفض سلطات الحماية للمقترح، فقد تم قبول طلبهم بتأسيس مجموعة من الأنواع الرياضية ضمن نادي الوداد على نحو مفاجئ. وبعد تأسيس فرع السباحة، شهدت سنة 1938 تأسيس فريق كرة السلة، قبل أن يتم تأسيس فرع كرة القدم سنة 1939، وتتلوه فروع أخرى ككرة اليد والكرة المستطيلة. أسندت الرئاسة الشرفية لفريق الوداد وقتها لولي العهد مولاي الحسن، بعد موافقة والده آنذاك الملك محمد الخامس، قبل أن تصبح الرئاسة الشرفية في الستينيات للأمير سيدي محمد الذي وافق والده الراحل الحسن الثاني على الطلب الذي تقدم به فريق الوداد. فرض فريق الوداد نفسه سريعا كفريق قوي، بل إنه سنة بعد تأسيسه سيتأهل إلى نهائي كأس الحرب وانهزم بصعوبة أمام فريق «اليسام». أدى الظهور القوي للوداد بالفرنسي بول بونان إلى التقدم بمشروع قرار يطلب فيه من العصبة أن ترغم الفرق على إشراك خمسة أوروبييين على الأقل، وهو القرار الذي كان يهدف بشكل أساسي إلى إضعاف فريقي الوداد والاتحاد الرياضي. ساهم فريق الوداد في مناهضة الاستعمار الفرنسي، وكانت مبارياته تعرف دائما اعتقال بعض المشجعين، بل إن مباريات الفريق أصبحت فرصة للمغاربة ليعبروا عن سخطهم ومطالبتهم برحيل المستعمر.