أفادت دراسة حديثة، قام بها المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث الصحة، بأن ربع سكان الأرض يعانون من البدانة وزيادة الوزن، وأن السمنة أصبحت بذلك تشكل وباء عالميا. في المغرب، يعاني كل مغربي من أصل ثلاثة من السمنة والزيادة في الوزن، وذلك حسب آخر إحصائيات وزارة الصحة، والتي تفيد بأن أكثر من 26 في المائة من المغاربة يعانون من الزيادة في الوزن، بينما يعاني أكثر من 14 في المائة من البدانة، وبالتالي فإن ما يقارب 40 في المائة من المغاربة لديهم وزن غير طبيعي. وأوضح البروفيسور الشرايبي، رئيس قسم الغدد والتغدية بمستشفى ابن سيناء بالرباط، أن السبب الرئيسي لتزايد السمنة بين المغاربة هو تغيير النمط الغذائي المغربي بسبب التقليد شبه الأعمى لكل ما هو غربي، والذي يمثل في أذهان الناس الحضارة والتقدم. وأضاف الشرايبي أن المغاربة، خاصة في الوسط الحضري، بدؤوا يتبعون النمط الأمريكي في التغذية والمتمثل أساسا في الماكدونالد وكوكاكولا والوجبات السريعة، وهو ما جعلهم يعانون إما من وزن مفرط أو غير عادي. ويعتبر الأطفال والنساء الفئتين الأكثر إصابة بالبدانة، ويرجع السبب، حسب البروفيسور الشرايبي، إلى قلة حركة النساء بالمقارنة مع الرجال، وبسبب قلة حركة ونشاط الطفل الذي يقضي أوقات طويلة أمام الحاسوب والتلفاز، وبالتالي يتأثر بالوصلات الإشهارات المغرية لمختلف الأطعمة والحلويات، والتي تجعله يلح على والديه لشرائها، وفي الغالب تتم تلبية طلبه. وللتخفيف من نسبة البدانة لدى الأطفال، والتي بلغت مستويات عالية في الولاياتالمتحدة وأوروبا، تسن حكومات هذه الدول سياسة للتخفيف من منع الإشهار الموجه إلى الأطفال، والتشجيع على أكل الخضر والفواكه وممارسة الرياضة، وقد بدأت نسبة البدانة تقل شيئا فشيئا، لكن في المغرب، مازلنا، حسب الشرايبي، نتبع السياسات الغذائية الغربية الخاطئة. لكن النمط الغذائي الخاطئ وقلة الحركة ليسا هما العاملان الوحيدان المسببان للبدانة في المغرب، فهناك أيضا العامل الوراثي. غير أن البدانة ليست فقط مشكلا فيزيونوميا ونفسيا بسبب شكل الجسم، بل هي، حسب الشرايبي، مشكل صحي بالدرجة الأولى لكونها سببا رئيسيا لعدة أمراض مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم والكولسترول، وتكون الحصى في المرارة، كما يمكن أن تكون سببا في تكون بعض أنواع السرطانات، وبذلك يمكن اعتبارها «أم الأمراض».