أظهرت دراسة جديدة أن هناك علاقة وثيقة بين السمنة والمعاناة من الاكتئاب خاصة عند النساء في منتصف العمر وفي تلك الدراسة التي شارك فيها فريق من الباحثين والمتخصصين في جمع البيانات، قام المشاركون بجمع المعلومات ذات الصلة بالطول والوزن والأنظمة الغذائية، إضافة الى عادة ممارسة التمارين الرياضية وشكل الجسم، لأكثر من 4 آلاف امرأة، تتراوح أعمارهن من 40 65 عاما، بعد إدراجهن في برنامج صحي. وطلب من جميع النسوة المشاركات تعبئة استبانة من النوع الذي يعتمد عليه المحللون والأطباء النفسيون لقياس أعراض الاكتئاب. وبالاستناد إلى المعلومات التي تم جمعها من خلال هذه الاستبانة، ظهر أن النساء اللواتي يعانين الاكتئاب الإكلينيكي كان مرجحا بمعدل الضعف انتماؤهن الى فئة النساء المصابات بالسمنة، وخاصة ممن يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهن على 30 درجة أو أكثر، وفي نفس الوقت تبين أن النساء المصابات بالسمنة يرجح إصابتهن بالاكتئاب بمعدل الضعف عن النساء الأخريات. وظهر من خلال تلك الدراسات أيضا أن النساء اللواتي يكون مؤشر كتلة الجسم لديهن 30 أو أكثر، يمارسن الرياضة أقل من غيرهن، كما أن نظرتهن الى صورة أجسامهن تكون متدنية للغاية، ويستهلكن كما أكبر من السعرات الحرارية بنسبة 20 في المئة مقارنة مع النسوة التي ينخفض مؤشر كتلة الجسم لديهن عن ذلك. و لم يتطرق الباحثون الى العلاقة التي يمكن أن تقوم بين السمنة والإصابة بالاكتئاب،مع أن دراسات كثيرة حاولت فهم دور الكثير من العوامل الحياتية، مثل الحالة الاجتماعية والتعليم والتدخين وتناول المواد المقاومة للاكتئاب، وعلاقة هذه العوامل بزيادة الوزن أو السمنة. ولكن الدراسة في بعض فصولها من مجلة الطب النفسي أكدت إنه من المحتمل جدا وجود علاقة وثيقة الصلة بين السمنة والاكتئاب. خصوصا عندما يزداد وزن الشخص، من المتوقع أن ترتفع احتمالات إصابته بالاكتئاب، وعندما يصاب بالاكتئاب يكون من الصعب عليه التخلص من الوزن الزائد أو الانخراط في برامج للعودة إلى الوزن الصحي. ومن العواقب الوخيمة التي قد تترتب على زيادة الوزن، تدمير الثقة بالنفس واحترام الذات، ويؤكد البحث أنه في حالة مساعدة المرأة المصابة بالسمنة على تعزيز ثقتها بالنفس واحترامها لصورة جسمها، يكون من السهل إقناعها بالانخراط في برامج اللياقة البدنية للتخلص من وزنها الزائد.