حذر باحثون دوليون من أن البدانة التي وصفوها بالوباء قد أصبحت خارج السيطرة، وجاء هذا التحذير في اليوم الختامي لمؤتمر البدانة في العالم الذي عقد في قارة أفريقيا وخصص لمناقشة ارتفاع عدد البدناء في الدول النامية. وكشف الباحثون أن معدلات الاصابة بالبدانة ترتفع في كل مكان، كما وجدوا أن هناك أكثر من 300 مليون شخص من البالغين حول العالم مصابين بالبدانة كما أنهم يعانون من أمراض متعلقة بحالتهم مثل مرض السكري والقلب واضطراب النوم. وحذر الأطباء الذين حضروا المؤتمر من أنه إن لم يتم فعل شيء لايقاف هذا الانتشار الوبائي للسمنة فإن خدمات الرعاية الصحية في كل الدول المتقدمة منها والنامية سوف لن تستطيع تقديم العناية اللازمة للأشخاص المصابين بأمراض لها علاقة بالبدانة. البدانة تجتاح المغرب ورصدت دراسة صادرة عن نفس المؤتمر أن نسبة 40 بالمئة من المواطنين في المغرب يعانون من البدانة ، وقد تبينأن رجلا واحدا من كل ثلاثة رجال مغاربة وأكثر من نصف النساء في المغرب يعانون من زيادة الوزن والبدانة مما يعني أنهم يعانون من نفس نسبة البدانة المنتشرة في الولاياتالمتحدة. وترجع عوامل ارتفاع نسبة البدانة بين المغاربة إلى عواملديمغرافية نتيجة انخفاض في المواليد (من 7% في 1960 إلى 2.5 حاليا) وارتفاع معدل الأمل في الحياة إلى 70 سنة . علاوة على تغيرنمط التغذية ،بدأ المغاربة يتخلون عن التغذية التقليدية المعتمدة على الحبوب وزيت الزيتون والبروتينات النباتية، لفائدة تغذية ذات أصل حيواني ومواد دسمة وسكريات. ويضاف إلى ذلك تزايد الوجبات السريعة داخل المدن المغربية بسبب العولمة والهجرة من الأرياف إلى المدن والتصنيع وما يصاحبها من قلة حركة وتزايد الوزن والأمراض المزمنة. أماالعامل الثالثفهو وبائي ويتمثل في بقاء بعض الأمراض الناجمة عن نقص في بعض المواد الغذائية كالزنك واليود والحديد، وهي أمراض منتشرة في البلدان الفقيرة. بينماترجع بدانة النساء المغربياتإلى عوامل ثقافية في بعض الجهات، كما هو الحال في المناطق الصحراوية، حيث تعتبر السمنة معيارا من معايير الجمال والخصوبة. قلل من وزنك قليلا وتقول الأبحاث إن فقدان مابين 5 بالمئة وعشرة بالمئة من وزنك سيحسن من صحتك بشكل ملحوظ ويقلل من إحتمالات الاصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسرطان مما يزيد من احتمالات طول العمر. ويقول البروفيسور، فيليب جيمس، رئيس جمعية السمنة الدولية إن الوسيلة الوحيدة للسيطرة على البدانة هو تدخل الحكومات في الأمر. وقال: "لا يمكننا ايجاد حل مشكلة بمعالجة النتائج لا الأسباب، لابد أن نتعلم الدرس فلابد أن ننشئ المدن التي يسهل فيها عمل تدريبات رياضية ولا يكون هناك على كل ناصية شارع متجر للأطعمة السريعة". إلا أن أفريقيا ليست هي القارة الوحيدة التي تعاني من انفجار معدلات البدانة ،فقد وجد 25 بالمئة من سكان الشرق الأوسط يعانون من البدانة أو زيادة الوزن بينما ارتفعت نسبة الرجال المصابين بالبدانة في اليابان بنسبة مئة بالمئة منذ عام 1982 إلا أن أكثر ما يقلق خبراء التغذية هو النسبة الضخمة من الأطفال البدناء الذي يصابون بمرض السكري كل عام،وإن لم يفقد الأطفال البدناء، الذين يعيش أكثرهم في الشرق الأوسط واليونان وتشيلي وجنوب إيطاليا، أوزانهم فإنهم على الأغلب سيعانون من كثير من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة عندما يبلغون الأربعين من العمر.