أظهرت دراسات أن الاطفال والمراهقين الذين لا ينالون القدر الكافي من النوم كل ليلة أكثر عرضة للبدانة ويعتقد الباحثون الان أن الامر مرتبط بمرحلة معينة من النوم. ويقول الباحثون ان عدم قضاء فترة كافية في نوم حركة العين السريعة وهو النوع الذي يرتبط عادة برؤية الاحلام يزيد احتمالات البدانة لدى الاطفال والمراهقين. وقال الدكتور شيانتشن ليو من المعهد والمصحة الغربيين للطب النفسي في بيتسبرج في دورية أرشيف الطب النفسي العام //نتائجنا أوضحت أن الارتباط بين النوم القصير والبدانة قد يرجع الى قلة نوم حركة العين السريعة.// والبدانة بالاساس ناتجة عن تناول سعرات حرارية أكثر مما يحتاجه الجسم. لكن ليو وزملاءه أرادوا أن يروا ان كان بوسعهم تحديد أي مرحلة من النوم يبدو أن لها أهمية خاصة. ودرس الباحثون335 طفلا ومراهقا تراوحت أعمارهم بين سبعة اعوام و17 عاما لثلاث ليال متعاقبة. وجرت مراقبة نومهم من خلال جهاز اختبارات النوم المتعددة الذي يقيس دورات ومراحل النوم بتسجيل موجات المخ والنشاط الكهربي للعضلات وحركة العين ومعدل التنفس وضغط الدم ومتغيرات أخرى. وقاموا بقياس الوزن والطول لحساب مؤشر كتلة الجسم وهو مقياس للبدانة. ووجدوا أن15 بالمئة ممن شملتهم الدراسة كانوا معرضين لاحتمالات زيادة في الوزن وأن13 بالمئة كانت لديهم زيادة في الوزن. وعندما قام الباحثون بمقارنة أنماط النوم بين هذه المجموعات وجدوا أن الاطفال أصحاب الوزن الزائد ينامون22 دقيقة أقل في الليلة مقارنة بالاطفال أصحاب الوزن العادي. كما أنهم ينامون وقتا أقصر في مرحلة العين السريعة الحركة ونشاط أعينهم أقل خلال هذه المرحلة ويستغرقون وقتا أطول قبل أول فترة من هذه المرحلة. وبعد تعديل عوامل أخرى وجد الباحثون أن نقص ساعة واحدة من اجمالي وقت النوم يضاعف احتمالات البدانة وأن نقص ساعة واحد من مرحلة حركة العين السريعة يرفع هذه الاحتمالات الى ثلاثة أمثالها. وقال ليو وزملاؤه انه //رغم أن الاليات الدقيقة تجري دراستها حاليا الا أن الارتباط بين قصر فترة النوم وزيادة الوزن قد يرجع الى تفاعل التغيرات السلوكية والبيولوجية كنتيجة للحرمان من النوم.// واضافوا أن قلة النوم تسبب تغيرات في مستويات الهرمونات التي قد تؤثر على الشعور بالجوع. كما أنها تتيح للفرد مزيدا من الوقت لكي يأكل وتجعله يشعر بالنعاس خلال اليوم وهو ما قد يجعله أقل ميلا لممارسة التمارين الرياضية. وقال ليو ان هناك حاجة لمزيد من البحث لفهم التغيرات في التمثيل الغذائي الذي يحدث عندما ينام الاطفال والمراهقون وقتا قصيرا جدا. وأشار الفريق الى أن معدل البدانة تضاعف أكثر من ثلاث مرات بين الاطفال الذين تراوحت اعمارهم من ستة أعوام الي11 عاما على مدى السنوات الثلاثين الماضية وأن نحو17 بالمئة من المراهقين الامريكيين لديهم الان زيادة في الوزن أو بدناء. وبالنظر الى ذلك يرى الباحثون أن الاطباء والمدارس والعائلات عليهم أن يتدخلوا للتأكد من أن الاطفال ينالون كفايتهم من النوم. ويقترح ليو أن يحدد الاباء مواعيد ثابتة للخلود الى الفراش والاستيقاظ في أيام الاسبوع والعطلات الاسبوعية وتحسين بيئة النوم ومعالجة أي اضطرابات للنوم مثل انقطاع النفس عند النوم الذي قد يحول دون حصول الاطفال على القدر الذي يحتاجونه من النوم.