آخر إحصاء لشبكة الإرهاب الإلكتروني كشفت هذا الأسبوع عن وجود 5 آلاف موقع معظمها باللغة العربية، لكن بدأ البعض بترجمة مواده إلى الإنجليزية والفرنسية ولغات أخرى للوصول إلى أكبر عدد من المشاهدين. المجلد الضخم، الذي ألفه أبو مصعب السوري المعتقل في الولاياتالمتحدة، يضم 1600 صفحة أطلق عليها «النداء الإسلامي الكوني للمقاومة»، ولايزال قيد التداول على الأنترنت وفيه يدعو إلى إنشاء خلايا جهادية مستقلة في الغرب لا صلة لها بالتنظيمات الجهادية الحالية، تقوم بعمليات بصورة مستقلة. وفي رأي الخبراء هذا المجلد هو جامعة مفتوحة للإرهاب. وأهم ما تقدمه هذه المواقع أدلة عسكرية في شكل كتب وأفلام و«باور باونت» تتضمن معلومات شتى عن الأسلحة وتقنيات الاغتيال وصنع المتفجرات والسموم... في عصر الأنترنت أضحت كاميرا الفيديو المحمولة على الكتف أو اليد بأهمية الكلاشنيكوف وقذيفة «الآر. بي. جي». الأجهزة الأمنية في مختلف دول العالم تعترف بدور الأنترنت في العمليات الإرهابية، و«مؤسسة الاستخبارات القومية» الأمريكية تؤكد أن «التطرف ينمو بسرعة مذهلة في الشبكة العنكبوتية، وهناك احتمال أن ينفذ مجهولون عمليات مفاجئة بصورة يصعب معها التعرف إلى هوياتهم الحقيقية. وتمنح هيكلية الأنترنت غير المركزية، التي تعطي معلومات حول كيفية النجاة لدى حصول هجوم نووي، الشبكات الجهادية مرونة عالية من التكيف مع المستجدات، فهي تظهر ثم تغيب، لتعود إلى الظهور مجدداً في أمكنة أخرى، أحيانا بسبب قطع خدمة توفير الاتصال لها، وأحيانا تعتمد ذلك لتكون في منأى من المراقبين. ويشبهها الخبراء بلعبة «غزاة الفضاء»، حيث تظهر دائما شاشة جديدة بعد إزالة الشاشة السابقة التي تنبئ بهجوم محتمل. مجلة «الإيكونومست» البريطانية في آخر أعدادها كشفت أن سهولة وانخفاض تكلفة معالجة الكلمات والصور والصوت والفيديو سمحت بولادة ليس عصر المواطن الإعلامي وحسب، وإنما المواطن الإرهابي، فالقاعدة مثلا تبث بصورة دورية «نشرات إخبارية» مع مقنعين داخل الاستوديوهات تتضمن تغطية للأحداث في مختلف الجبهات الجهادية كالعراق وأفغانستان والشيشان وفلسطين. كما تظهر على الأنترنت صور تفجير المواقع الأمريكية مع سماع صرخات «الله أكبر» بعد دقائق معدودة من تنفيذ هذه العمليات. كما أن المجاهدين، كما أطلقوا على أنفسهم، صنعوا لعبة فيديو على الكمبيوتر باسم «ليلة القبض على بوش»، وفيها يشارك اللاعبون بقتل الجنود الأمريكيين والرئيس الأمريكي نفسه.من أولى الجماعات التي استخدمت الأنترنت وأنشأت موقعا لها في منتصف التسعينيات، كانت الجماعة الإسلامية المصرية وكان لها موقع المرابطون الذي كان يبث ليس فقط أخبار الجماعة ولكن أيضا وثائقها الأساسية، بدأ الاستخدام الكثيف للأنترنت مع بداية الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية على ما يسمى الإرهاب، والتي أدت إلى تقليص القدرة على التواصل. 60 % من المادة «الجهادية» على الأنترنت لا تتطرق إلى الأحداث الجارية، وإنما تهتم بالمسائل العقائدية والثقافية، وهي موجهة أكثر إلى قلوب وعقول «المجاهدين» أكثر مما تدعو إلى القتال ضد الغرب. وأكثر المواقع شعبية موقع «ابن تيمية» الذي يدعو إلى «الجهاد ضد الغزاة والأجانب»، وكذلك موقع آخر يحتوي على كتاب إلكتروني يدعى «أسئلة متعلقة بالمجاهدين وأعمالهم»، يتم توسيعه بصورة مستمرة، وهو يهدف إلى تقديم معلومات وإزالة شكوك حول شرعية الأعمال التي يقوم بها المتشددون كقتل مسلمين آخرين واستخدام أسلحة دمار شامل وحلق الذقون في بعض الحالات. باستخدام كلمة إرهابي في موقع غوغل كشف المراقبون خلال سنة 2005، عن وجود حوالي ثمانية آلاف موقع، أغلبها تتضمن إرشادات حول طرق صنع القنابل والأسلحة الكيماوية الفتاكة. وأفاد الخبراء بأن الجيل الجديد من المتطرفين يعتمد على التكنولوجيا المتطورة للتواصل، وتعلم كيفية صنع المتفجرات واستعمال الأسلحة وتركيب الأحزمة الناسفة.وتخصص الأجهزة الاستخباراتية في مختلف الدول العربية ملايين الدولارات لتعقب وتحليل المواقع الإلكترونية التابعة للجماعات الإرهابية، التي تستخدم هذه التكنولوجيا في الاتصال ببعضها البعض والتنسيق في ما بينها، كما أنها تلجأ إليها بسبب وفرة المعلومات التي يمكن تبادلها عبرها، إلى جانب اعتبارها أنجع وسيلة في استقطاب عناصر جديدة، خصوصا من خلال غرف الدردشة. وتتيح هذه التقنية حرية التنسيق الدقيق بين العناصر المتطرفة لشن اعتداءات على مواقع محددة، كما أنها تعتبر أهم المصادر في تلقي الأوامر، حيث فشلت المحاولات الحثيثة للأجهزة الأمنية لمنع التنظيمات الإرهابية من استخدام الشبكة العنكبوتية، بسبب أنه في كل مرة تظهر مواقع أخرى بملقبات جديدة، رغم اختراق أحد مواقعهم أو استئصاله...