أعطى الملك محمد السادس، السبت بمدينة فاس، الانطلاقة لإنجاز وتهيئة عدد من المراكز الاجتماعية، وذلك في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بغلاف مالي قدر ب5 .7 ملايين درهم. وينتظر أن تستفيد من هذه المشاريع أحياء جنان بوطاع وزواغة السفلى وفاس الجديد والبطحاء وحسان، وهي أحياء هامشية. ويتضمن برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري إنجاز 50 مشروعا موجها إلى نحو300 ألف نسمة تقطن بعشرين حيا حضريا. وتشير المعطيات الرسمية إلى أنه، ومن أجل تنفيذ هذه المشاريع، تمت تعبئة غلاف مالي قدر ب70 مليونا و710 آلاف درهم. وتشير الوثائق الرسمية إلى أن هذه المشاريع استفادت منها بالأساس أحياء مقاطعات زواغة والمرينيين والمدينة وجنان الورد وسايس وكذا بلدية المشور فاس الجديد، وهمت بناء دور وفضاءات للشباب، وحضانات للأطفال، وتجهيز مراكز للمعلوميات، وتهيئة ملاعب رياضية متعددة الاستعمالات، وبناء فضاء للترفيه للأطفال، وتهيئة فضاءات خضراء، وتأهيل شبكة التطهير السائل. كما دشن الملك دارا للحي ومركزا لتكوين وإدماج الأطفال في وضعية صعبة بالحي الحسني بفاس، أنجزا في إطار برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بكلفة إجمالية تقدر ب3 ملايين و800 ألف درهم. ويعتبر الحي من الأحياء الهامشية، وتقدر ساكنته ب34 ألف نسمة، وتبلغ نسبة الأمية فيه 44 في المائة. وبحي عين هارون، أشرف الملك على تدشين مركز «أولادي» لتكوين وإدماج الأطفال والشباب في وضعية صعبة، والذي عهد بتسييره إلى جمعية «الجزيرة الخضراء» التي تعنى بشؤون الأطفال والشباب. واستنفرت الأجهزة الأمنية كل قواها لاستقبال الملك. وتعرض أكثر من مواطن، زوال يوم الجمعة، للتفتيش في شارع الحسن الثاني، وانتزعت من بعضهم رسائل وملفات كانوا يعتزمون مدها إلى الملك عندما يمر بمحاذاتهم. وفي سياق آخر، عرفت ساحة «الريكس» بمركز المدينة مساء يوم السبت حالة استنفار أمني بسبب وقفة احتجاجية كان فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يعتزم تنظيمها، إلا أن السلطات منعتها. واكتفى أعضاء الجمعية بالتجمع في الساحة، وهم محاطون بسلسلة من رجال الأمن، وتوزيع بيان يندد بمنع هذه الوقفة «التحسيسية بمناسبة 8 مارس». وبررت السلطات منع الوقفة بتزامنها مع الزيارة الملكية للمدينة. فيما خرج الطلبة القاعديون على هامش هذا التجمع، منظمين حلقة موسعة بالساحة ومرددين شعارات وصفت بالراديكالية تعلن رفضها للوضع بالمغرب وتطالب بالتغيير. وفيما كان رجال الأمن والقوات المساعدة مدججين ب«الهراوات»، كان بعض الطلبة مدججين بالحجارة. لكن المواجهة لم تحدث. واستمر الطلبة في ترديد شعاراتهم لمدة تقارب الساعة، قبل أن يتركوا الساحة في تظاهرة عادت إلى الحرم الجامعي ظهر المهراز. ومن جهة أخرى، يرتقب أن يزور الملك مختلف المدن المحاطة بفاس. وفي غياب معطيات رسمية حول برنامج الزيارة الملكية، فإن الأخبار تشير إلى أن أشغال التبليط والتزيين بكل من ميسور وصفرو وتاونات وبولمان مستمرة على قدم وساق. وتذهب المصادر إلى أن الملك سيزور بعض هذه المناطق لأول مرة، مشيرة إلى أن من شأن هذه الزيارة أن تعيد إلى ساكنة هذه المدن الصغيرة الأمل في تحسين أوضاع مناطقها التي تشكو من العزلة والتهميش.