ترأس الملك محمد السادس، يوم السبت الماضي بمدينة صفرو، حفل التوقيع على اتفاقية شراكة تتعلق بالتأهيل الحضري لمدينة صفرو للفترة ما بين 2007 و2010 ، وبلغت التكلفة المالية الإجمالية للمشروع 467 مليون درهم. وقد تم تنفيذ الشطر الأول من هذا البرنامج بكلفة102 مليون درهم، بينما رصد للشطر الثاني الذي يوجد في طور الإنجاز365 مليون درهم. وتم توزيع هذا الغلاف المالي الإجمالي ما بين 22 مليون درهم للقضاء على دور الصفيح و131 مليون درهم للتأهيل المجالي و21 مليون درهم لرد الاعتبار إلى النسيج العتيق و293 مليون درهم لتكثيف العرض السكني. وسيتم، بمقتضى الاتفاقية، إنجاز مشاريع في مجالي التجهيز والتهيئة الحضرية تهم أساسا بناء وتوسيع وتقوية الطرق بالمدينة على طول حوالي16 كلم وبناء وتبليط الأرصفة والأزقة على طول27 كلم وتجديد وتوسيع شبكة الإنارة العمومية بالشوارع الرئيسية للمدينة وتهيئة المناطق الخضراء وفضاءات التنزه على ضفاف وادي أكاي والساحات المجاورة. كما تنص الاتفاقية على رد الاعتبار وإنقاذ المجال العتيق للمدينة القديمة والقلعة وإعادة هيكلة أحياء زلاغ وبنصفار والقندوسي ومساي وكاف المال والخاينة ودعم شبكة التطهير السائل وحماية حيي الخاينة وشعبة شاطا من الفيضانات ودعم البنية التحتية للمدينة ودمج الأحياء الهامشية ومعالجة الدور الآيلة للسقوط بمدينة صفرو العتيقة والقلعة وتدعيم السور الخارجي للمدينة. وكانت مدينة صفرو قد تصدرت الأحداث الوطنية في نهاية شهر شتنبر الماضي بسبب أحداث عنف نجمت عن منع تظاهرات للتنديد بغلاء المعيشة. ونجم عن الأحداث اعتقال 47 معتقلا، قضوا ما يقارب أربعة أشهر رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عين قادوس بفاس. وقد غادر آخرهم السجن بعد قرار متابتعهم في حالة سراح، منذ ما يقارب 15 يوما. وخلفت هذه الأحداث خسائر مادية في عدد من المؤسسات العمومية والخاصة. وأدت إلى إصابات في صفوف المواطنين، كما خلفت إصابات في صفوف بعض رجال الأمن والقوات المساعدة. وتشكل الاتفاقية، التي ترأس الملك مراسيم التوقيع عليها، جزءا من مخطط للتهيئة الحضرية والعمرانية بالإقليم تضمن أيضا إعلان صفرو مدينة بدون صفيح متم سنة2007، وهو البرنامج الذي شكل موضوع اتفاقية شراكة بين بلدية المدينة ومجموعة التهيئة «العمران» وقعت سنة 2005. وتضمن المخطط أيضا برنامجا لإعادة هيكلة الأحياء ناقصة التجهيز، نفذ شطره الأول ما بين سنوات 1994 و1998 واستفادت منه7 أحياء تقطنها ساكنة تقدر ب27 ألف نسمة، وتمتد على مساحة 147 هكتارا بغلاف مالي إجمالي قدر ب59 مليون درهم. ومن المنتظر أن تتعزز البنيات الأساسية بالإقليم بمشروع نواة جامعية ستكون تابعة لجامعة محمد بن عبد الله والتي ستشيد على مساحة 10 هكتارات بكلفة 120 مليون درهم. وفي سياق تأهيل المدينة وهوامشها، قدمت إلى الملك شروحات حول برامج تأهيل مركزي البهاليل ورباط الخير وجماعة عين الشكاك، والتي ستنفذ في إطار شراكة بين مجموعة التهيئة «العمران» والمراكز المعنية، وذلك بكلفة تزيد على 90 مليون درهم. وستخصص هذه الاعتمادات، طبقا للمشروع، للارتقاء بالأحياء ناقصة التجهيز وربطها بشبكتي التطهير السائل وتبليط الأزقة، وذلك بهدف إدماج الأحياء المعنية في النسيج الحضري المنظم. وقد استفادت بلديتا إيموزار كندر والمنزل وجماعة بئر طمطم من مشاريع مماثلة كلفت اعتمادات فاقت20 مليون درهم. ومن المنتظر أن يتعزز القطاع الصناعي بالإقليم بمشروع تهيئة منطقة صناعية بمركز عين الشكاك على مساحة90 هكتارا في إطار شراكة بين وزارة التجارة والصناعة وشركة صندوق الإيداع والتدبير للتنمية التي ستشرف أيضا على تهيئة مشروع سياحي بصفرو على مساحة 4 هكتارات يخصص لاستقبال مشاريع سياحية كبرى. وبنفس المناسبة، اطلع الملك على عدد من المشاريع المهيكلة التي هي في طور الإنجاز بمدينة صفرو، ومنها المشاريع التي تهم تأهيل الأحياء ناقصة التجهيز بكل من كاف المال والخاينة (16 مليون درهم) التي تقطنها ساكنة تقدر بنحو2400 أسرة.وستستفيد هذه الأحياء من عمليات تأهيل من خلال إصلاح شبكات التطهير السائل وتبليط الأزقة ورد الاعتبار إلى الأحياء العتيقة، وذلك بكلفة4.5 ملايين درهم. وسيواكب مختلف هذه الأوراش مشروع تثنية الطريق الجهوية رقم503 الرابطة بين صفرو وفاس على طول 22 كلم. كما أعطى الملك محمد السادس في اليوم نفسه بصفرو انطلاقة إنجاز مشاريع اجتماعية تندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، رصد لها غلافا ماليا قدر ب11 مليونا و450 ألف درهم. وهكذا، قام الملك بوضع الحجر الأساس لبناء وتجهيز مركز التكوين بالتدرج المهني لفائدة الأطفال في وضعية صعبة. وسينجز المركز بكلفة 8 ملايين و400 ألف درهم تساهم فيها المبادرة بمليونين و250 ألف درهم والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني ب6 ملايين و150 ألف درهم. ومن ضمن أهداف المشروع تكوين100 طفل سنويا من بينهم40 من أطفال الشوارع في تخصصات الكهربة والنجارة والإعلاميات، وتمكين هؤلاء من الاستفادة من دروس محو الأمية عند الاقتضاء. كما دشن الملك مركزا للاستقبال متعدد الاختصاصات، أنجز بكلفة مليونين و150 ألف درهم ممولة في إطار شراكة بين صندوق دعم المبادرة (2 مليون درهم) والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني (150 ألف درهم). ويقوم المركز باستقبال وإيواء الأشخاص في وضعية صعبة من مختلف الفئات والسهر على إعادة إدماجهم في الحياة الاجتماعية. ومن ضمن المشاريع المبرمجة بالإقليم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، اطلع الملك على مشروع إحداث مركز «الأمل» للتكوين والتنمية والتضامن الذي ستشرف عليه جمعية نادي المرأة «فاطمة الفهرية» والذي سينجز بكلفة 408 آلاف درهم ممولة في إطار شراكة بين صندوق دعم المبادرة (310 آلاف درهم) والجمعية المسيرة (78 ألف درهم) وغرفة الصناعة التقليدية بفاس (20 ألف درهم) والمندوبية الإقليمية للصناعة التقليدية بصفرو التي ستتولى التأطير والتكوين. وأشرف الملك على تسليم معدات وتجهيزات تم اقتناؤها لفائدة مركز التكوين في مجال الإسعافات الأولية(تابع للهلال الأحمر المغربي) بكلفة181 ألفا و564 ألف درهم. وسيمكن ذلك من تكوين400 شخص سنويا فضلا عن توسيع قاعدة التحسيس والتربية الصحية من خلال اقتناء معدات للتدريب والتكوين والتمرين. كما سلم الملك آلات لنسج الزرابي ولوازم ومواد أولية بكلفة315 ألفا و800 درهم لفائدة جمعية «عين الشكاك» للمعاقين التي تنشط في مجال نسج الزرابي