توفي، صباح أمس، رجل أمن في مدينة طان طان متأثرا بجراح أصيب بها على مستوى الرأس خلال مواجهات مع انفصاليين مؤيدين للبوليساريو يوم الأربعاء الماضي، ووقع الحادث في حي «عين الرحمة» عندما احتشد العشرات من الشبان المؤيدين لجبهة البوليساريو للاحتفال بما يعتبرونه الذكرى ال32 لتأسيس المنظمة الانفصالية. وبينما كانت قوات الأمن تراقب الوضع وتسعى لضبط المتظاهرين، شرع عدد من الصحراويين الملثمين في رشقها بالحجارة، وتمكنوا من إصابة الشرطي عبد العزيز مسكي بحجر على مستوى الفم والأنف، حيث كسر الحجر واقية الرأس التي يضعها الشرطي وأصابه إصابة بليغة، نقل على إثرها إلى مستشفى كلميم، ومنه إلى المستشفى العسكري بمراكش. وعلمت «المساء» بأن الضحية من مواليد سنة 1974 بحي المسيرة بمراكش، حاصل على الإجازة في القانون العام، وقد توفي فيما كانت زوجته حاملا. وخلف حادث الوفاة حزنا وغضبا كبيرا وسط قوات الأمن في طان طان، حيث استسلم كثير منهم للبكاء. وحسب مصادر «المساء»، فإن العشرات من قوات الأمن، بزي مدني وعسكري، نظموا يوم الجمعة الماضي وقفة احتجاجية، غير مسبوقة في تقاليد الأمن المغربي، أمام مقر قيادة الأمن الإقليمي بالمدينة تضامنا مع زميلهم، ومعبرين عن استيائهم من سوء تعامل المسؤول الأمني بالمدينة معهم، ومطالبين بحمايتهم. وخلفت الوقفة غضبا لدى المسؤولين عن الأمن في المدينة وشاعت أنباء عن نوايا لاتخاذ إجراءات تأديبية ضدهم، إلا أنه بعد وفاة الشرطي يحتمل ألا تتجه إدارة الأمن إلى تأديبهم. ويقول مصدر من عين المكان ل«المساء» إن قوات الأمن تشتكي من وجود عصابات معروفة في المدينة، بحيث يتم إطلاق سراح أفرادها مباشرة بعد اعتقالهم، بتدخل من أعيان المدينة. ولازالت قوات الأمن تحاصر حي «عين الرحمة» خاصة عند مدخله وقرب السوق، وتكثف بحثها عن منفذي الاعتداء على الشرطي، فيما تذهب شكوك إلى أن المعتدي هرب خارج المدينة. وعلمت «المساء» بأن الشرطة اعتقلت حوالي 10 أشخاص من المشاركين في الأحداث، ينتظر عرضهم على غرفة الجنايات بمحكمة أكادير.