قررت غرفة الجنايات الابتدائية التابعة لمحكمة الاستئناف بأكادير, يوم الخميس الماضي , إرجاء النظر في القضية التي يتابع فيها مجموعة من المتهمين تورطوا في مقتل رجل الأمن عبد العزيز المسكي الذي كان يعمل في مدينة طنطان, إلى يوم9 أكتوبر القادم. وجاء قرار التأجيل بناء على كون شهود الإثبات لم يحضروا إلى جلسة المحاكمة من أجل الإدلاء بإفاداتهم في هذه النازلة التي يتابع فيها تسعة متهمين. ويواجه الأظناء في هذه القضية تهما تتعلق ب»تكوين عصابة إجرامية, ووضع أشياء في الطريق العام لعرقلة السير وتعطيل المرور, والعنف ضد موظف عمومي أثناء قيامه بمهامه نتجت عنه وفاة, والمشاركة في ذلك, والتجمهر المسلح والعصيان». وكان الراحل عبد العزيز مسكي (35 سنة) قد تعرض في26 فبراير الماضي بمدينة طانطان, وهو يقوم بواجبه الوطني والمهني, لاعتداء على يد عناصر موالية للانفصاليين بمناسبة إحياء ذكرى تأسيس ما يسمى ب « جبهة البوليساريو» . حيث أصيب بجروح على مستوى الرأس, نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات مراكش حيث لفظ أنفاسه الأخيرة يوم3 مارس الماضي. وقد شيعت، جنازته بحضور عدد كبير من أصدقائه وأقاربه وجيرانه، والعديد من المسؤولين. بمقبرة بوعكاز في منطقة لمحاميد بمراكش، بحضور المدير العام للأمن الوطني. وأثار مقتل عبد العزيز المسكي موجة واسعة من الاستنكار والتنديد من قبل جيرانه ومعارفه، نظرا لما كان يتميز به من حسن سيرة وخلق، حسب شهادات كل من عرفوه. وتعود وقائع هذا الحادث الإجرامي إلى يوم 26 فبراير الماضي، حين تعرض شهيد الواجب لاعتداء أودى بحياته، عندما كان إلى جانب زملائه من أفراد قوات التدخل السريع، يهمون بتفريق تظاهرة نظمتها عناصر انفصالية. وأصيب بجروح في الرأس، ليجري نقله إلى أحد مستشفيات مدينة مراكش، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، متأثرا بجروحه. قد تم القبض على تسعة عناصر من منفذي هذا الاعتداء الآثم، ووضع المعتقلون رهن الاعتقال في انتظار أن تقول العدالة كلمتها الفصل في حقهم. وقال مصدر امني في طانطان : « إن اثنين من الموقوفين معروفان بنزعتهما الانفصالية»، وأضاف أن هذه العصابة كانت تمنع الشرطة من دخول حي عون رحمة «في المدينة» بل إنها منعت قبل شهر من الحادث تنظيم السوق الأسبوعي للمدينة. وكانت وزارة الداخلية ، قد اتهمت عناصر جبهة البوليساريو بالتسبب في إصابات مميتة للشرطي عبد العزيز المسكي في طانطان وقال مسؤول في الوزارة «إن رجل الأمن عبد العزيز المسكي تم الاعتداء عليه بوحشية في طانطان بأيدي انفصاليي البوليساريو». وفي الوقت الذي روجت فيه بعض المواقع الالكترونية التابعة لعصابة البوليزاريو كون المعتقلين الذين تم القبض عليهم في قضية مقتل شهيد الواجب عبد العزيز المسكي « هم معتقلو رأي وأن محاكمتهم هي محاكمة صورية وأن المعتقلين كانوا يقومون بمظاهرات سلمية « أكدت الصور والأحداث التي نقلتها وسائل الإعلام المغربية والدولية الفوضى التي أحدثها دعاة الأطروحة الانفصالية المدعومين بعشرات المراهقين . و ما تلى ذلك من مواجهات مع رجال الأمن أدت إلى وفاة الشرطي عبد العزيز. ونددت أبرز الأحزاب السياسية المغربية والفعاليات الجمعوية بقتل الشرطي ووصفته بأنه اعتداء آثم نفذه انفصاليو البوليساريو، وهو جريمة نكراء، اعتبروها عملا جبانا يستهدف الوحدة الترابية للمملكة. حيث وصفت جمعية الصحراء المغربية ، مقتل رجل الأمن عبد العزيز المسكي على يد انفصاليي «البوليساريو» ب «العمل الإرهابي والوحشي «. وأكدت الجمعية في بلاغ لها أن الفقيد الذي تعرض لاعتداء وحشي بطانطان « توفي شهيدا ، وكان ضحية للإرهاب.