استقبلت الجماعة القروية لأورير المقترح -الذي تقدمت به السلطة مؤخرا في إطار التقطيع الجماعي الجديد، والرامي إلى محاولة إرجاع بعض الجماعات السابقة والمشكلة للجماعة الحضرية لأكادير إلى وضعها السابق بإدماجها في جماعة أخرى مجاورة لها -بارتياح كبير، خصوصا وأن جعل أنزا مدمجة مع أورير الغربية، وإدماج أورير الشرقية القريبة من أكادير عبر ألما والقريبة من أنزا وكذا تمراغت مع جماعة تغازوت سيساعد بشكل كبير على تنمية موارد هذه الجماعات القروية وسؤهلها للعب أدوار طلائعية في القطب السياحي الجديد. واستغرب حزب العدالة والتنمية الطريقة التي مر بها مقترح السلطة الذي لم يحظ، في نظر الحزب، بمناقشة مستفيضة من طرف كافة المعنيين من منتخبين ومجتمع مدني وفرقاء سياسيين لتعميق النقاش ودراسة المقترح من جميع جوانبه قبل تبنيه على غرار ما قامت به العديد من العمالات وأقاليم الجهة. وانتقد عبد الجبار القسطلاني، الكاتب الجهوي للعدالة والتنمية، هذا التقسيم الذي لا يتماشى وتوجه الداخلية في تجميع الأقطاب الكبيرة، معتبرا أن إخراج أنزا من وحدة المدينة يعد عاملا مساعدا على ترييف جماعات بدأت تأخذ لها موقعا حضاريا في إطار التدبير الموحد، حيث إن بعض الجماعات كبنسركاو وأنزا وتيكوين، والتي كانت في السابق تشكو من عجز مالي، استفادت في إطار التدبير الموحد من عدة مشاريع، بعضها قد أنجز والبعض الآخر مازال في طور الإنجاز. ويرى القسطلاني أن التقسيم الجديد سيؤثر على ميزانية بلدية أكادير التي تعتمد في مداخيلها الكبرى على موارد مالية مهمة سواء من الحي الصناعي بأنزا أو الميناء التجاري وميناء الصيد البحري، وزاد موضحا في هذا الاتجاه أنه على الرغم من كون هذا التقسيم سيريح أكادير المركز من ثقل النقط السوداء، كأحياء الصفيح ومشاكل عمال المصانع. .، بغية جعله فضاء سياحيا بامتياز، فإن إلحاق مدينة أنزا بأورير لخلق جماعة حضرية جديدة سيحرم بلدية أكادير من تلك الموارد وسيفوت عليها موارد أخرى علما بأن القطب السياحي والاقتصادي للجهة من المفروض أن تتضاعف موارده المالية وتتوحد سواء على المستوى الإداري والعمراني أو على مستوى الموارد البشرية وليس العكس. وفي الوقت الذي رفضت فيه الكتابة الجهوية للاتحاد الاشتراكي هذا التقطيع الجديد، في رسالة بعثت بها إلى والي الجهة بتاريخ 26 فبراير 2008، مبررة رفضها للتقسيم بكونه لا يخدم التنمية المحلية ولا وحدة المدينة و يرمي إلى حرمانها من أهم منطقة صناعية وبحرية على خلفية مستبطنة هدفها إضعاف بلدية أكادير من ناحية الموارد المالية، من جهة، وإحداث إرباك في الموارد البشرية التي تم تجميعها من جهة ثانية، والحد من فعالية الحزب من جهة ثالثة، على اعتبار أن أنزا كانت دوما قلعة اتحادية، اعتبر الحسن بيجديكن، المنسق الإقليمي لحزب الأحرار، أن إدماج أنزا وأورير لتشكيل جماعة حضرية جديدة سيرفع من حجم الاسثتمارات المرتقبة التي ستعرفها منطقة «تماونزا» الموجودة بين التجمعين السكنيين ، فضلا عن اسثتمارات أخرى سياحية على طول ساحل أنزا وأورير، بعد ترحيل سكان البراريك ونقل المصانع إلى مناطق صناعية بشكل ستتمدن معه المنطقة أكثر. وأضاف بيجديكن، في تصريحه ل«المساء، أن التقسيم سيضع حدا نهائيا للنزاع القائم بين أورير وأنزا حول الحدود ، مؤكدا في السياق نفسه أن منطقة أورير، في سياق المشروع السياحي الضخم الذي سيقام بتغازوت، سيصبح ممرا مهما يربط بين أكادير وتغازوت، لهذا فخلق جماعة حضرية جديدة سيساهم في هيكلتها وتأهيل بنيتها التحتية وجعلها قطبا حضريا ذا أهمية سياحية في المستقبل. وبخصوص الموارد المالية للمدينة، علق قائلا: «لا أعتقد أن حذف حوالي 3 ملايير ستؤثر على حجم المداخيل الإجمالية لبلدية أكادير الذي يصل إلى حدود 30 مليار سنتيم سنويا».