يرتقب أن تنخفض الرحلات الجوية في اتجاه المغرب بنسبة 30 في المائة خلال السنة الجارية، لتراجع محتمل في عدد الرحلات الجوية بأوروبا انطلاقا من المملكة المتحدة، وتواجه وجهة المغرب السياحية عدة تحديات هذه السنة، من بينها تباطؤ النمو الاقتصادي الأوروبي، مما يعزز إمكانية تضييع المغرب لعدد من الأسواق، وبالتالي وجوب استهداف القائمين على الشأن السياحي بالمغرب لأسواق جديدة. معطيات جاءت على لسان عباس عزوزي، مدير المكتب الوطني للسياحة، الذي أكد أن أهم ورش سينكب عليه المكتب هو تسويق وجهة المغرب السياحية بأسواق أوروبا الشرقية وأمريكا الشمالية والصين واليابان، وأضاف، في ندوة صحفية لتقديم حصيلة المكتب لسنة 2007 واستعراض آفاق السنة الجارية، أنه أصبح من الضروري إعادة النظر في هيكلة تقديم الخدمات السياحية لمغاربة الخارج، خصوصا بعد ارتفاع عدد الوافدين منهم، حيث بلغ السنة الماضية 300 ألف مقابل 300 ألف سائح أجنبي. وشدد عزوزي على أنه رغم ارتفاع عددهم خلال السنة الماضية، فإن المغاربة المقيمين بالخارج لا يمثلون سوى نسبة 30 في المائة من حجم السياح الذين توافدوا على المغرب في الفترة الممتدة ما بين 2001 و2007. وفي سياق متصل، أعلن المدير العام للمكتب الوطني للسياحة أن عدد الوافدين على المغرب من السياح ارتفع بنسبة 13 في المائة مقارنة مع سنة 2006، حيث بلغ إجمالي السياح الذين زاروا المغرب 7.4 مليون سائح، بأكثر من 17 مليون ليلة سياحية، وبلغ معدل ملء الفنادق نسبة 48 في المائة، وأدر القطاع السياحي على خزينة المملكة ما مجموعه 59 مليون درهم. وأشار المتحدث نفسه إلى أن عدد الوافدين من السياح الأجانب ارتفع بنسبة 13 في المائة، وأن مجموع الليالي السياحية بالفنادق المصنفة سجل نفس المنحى بما يناهز 3 في المائة، فيما ارتفعت المداخيل السياحية سنة 2007 بنسبة 11 في المائة مقارنة مع سنة 2006. «السنة الماضية كانت متميزة بالنسبة للقطاع السياحي، فالأجواء فُتحت في وجه شركات النقل الجوي ذات التكلفة المنخفضة، وأصبح استعمال الأنترنيت يزداد كوسيلة للتواصل وتسويق الوجهات السياحية»، يؤكد عزوزي، في الندوة التي نظمت صبيحة أول أمس الثلاثاء، مضيفا أن هذه التغيرات ساهمت في أن تصبح للسائح «سلطة» فرض نمط معين لتوزيع الخدمات السياحية، مشددا على أن هدف المكتب الوطني للسياحة برسم السنة الجارية يتمثل في عزمه تحقيق نمو القطاع السياحي بنسبة 5 في المائة، وذلك بتحقيق توازن في ما بين المدن السياحية المغربية (مراكش وأكادير) ، وتقوية الترويج لمدن فاس، الدارالبيضاء، ورزازات، الصويرة، طنجة. وفي سياق آخر، اعتبر عزوزي أن إطلاق المحطة السياحية السعيدية سيمكن من توفير 3800 سرير، مشيرا إلى أنها تستهدف السياح المتحدرين بالأساس من إسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وفرنسا، حيث سيتم إطلاق حملات تواصلية كبرى في هذه الدول ابتداء من الشهر المقبل. إلى ذلك، أكد المتحدث نفسه أن برنامج «السياحة المسؤولة» يبقى من الأوراش المهمة التي فتحها المكتب الوطني للسياحة، حيث تم إطلاق حملة تحسيسية للسياح، مشددا على أن المغرب في حاجة إلى سياح يتصرفون بطريقة «سليمة».