أسفرت «حملة تطهيرية»، قادها طلبة فصيل النهج الديمقراطي القاعدي ضد ما سمي بتدنيس الحرم الجامعي، عن «اعتقال» (رجل وامرأة) ضبطا وهما في حالة تلبس بالفساد الأخلاقي داخل إحدى قاعات كلية الحقوق بظهر المهراز بفاس. الحدث شهدته الكلية مساء أول أمس الاثنين وتم بحضور مسؤولين عن الكلية ضمنهم العميد فريسي السرغيني والكاتب العام للمؤسسة ونائبه. وطبقا لمصادر طلابية، فإن فصيل الطلبة القاعديين حرص على إحضار هؤلاء المسؤولين لكي يثبتوا لهم «بالملموس» ما آل إليه الوضع بالمؤسسة، خصوصا في جانبه الأخلاقي. المصادر ذاتها أوردت بأن العميد ذهل لرؤية وضع المتهمين وهما في حالة تلبس واضحة، وظل يردد «لا حول ولا قوة إلا بالله». وطلب العميد من مسؤولي هذا الفصيل وضع «المتهمين» رهن إشارة الإدارة لإخبار رجال الأمن بالقضية، إلا أن هؤلاء الطلبة رفضوا الاقتراح، لأنهم لا يرغبون في التحول إلى أداة بيد ما سموه بأجهزة النظام. وسادت الكلية تظاهرة طلابية عارمة حضرتها «المساء»، وتقدم التظاهرة المتهمان بحراسة طلابية «مشددة». كما نظمت حلقة موسعة في ساحة الكلية «لمحاكمة» المتهمين. وانتهى احتجاج الطلبة ب«الإفراج» عن المتهمين من أمام عمادة الكلية. وأعلن بعض المستخدمين والأساتذة عن تنديدهم بالوضع الذي آلت إليه الكلية، فيما اعتبر مسؤول فصيل الطلبة القاعديين أن محاكمة المتهمين هي مجرد حلقة أولى ضمن حلقات محاربة تدنيس الجامعة سواء من قبل بعض المستخدمين أو الأساتذة أو الغرباء، وذكر أن «المعركة» ستهم كذلك مداخل الكلية التي «تباع فيها كل أنواع المخدرات أمام مرأى ومسمع الإدارة». القاعة «س 65» التي شهدت حادث اختلاء الحاج (ح.م) ب(ف.ح) تجاور قاعات أخرى يجتاز فيها الطلبة امتحانهم. ويقول الطلبة إن هذا الحاج الذي تقاعد عن العمل كمستخدم بهذه الكلية حول القاعة إلى ما يشبه مسكنه الخاص الذي يقصده كل مرة رفقة عشيقته. وطبقا للمعطيات، فإن حدو من مواليد سنة 1946، أما فاطمة المتزوجة فهي تعمل في الحي الصناعي وهي من مواليد 1961. وظل المتهمان يرتعدان من شدة الخوف إلى أن «أفرج عنهما»، ورافقهما طلاب من نفس الفصيل إلى الباب الرئيسي للكلية، واختفيا في المكان بسرعة البرق. وحسب ما دار في حلقية «محاكمة» المتهمين، فإن عملية «المداهمة» تمت بعد «ترصد» طلابي دام ما يقارب الشهرين. وأعطى مسؤول عن الطلبة تفاصيل دقيقة عن تحركات المتهمين قبل أن يدخلا القاعة التي ضبطا فيها متلبسين، من قبيل أنهما اشتريا بعضا من «الزريعة» و«الكاوكاو» قبل الركون إلى «هدوء القاعة». وحاولت «المساء» أن تأخذ تصريحا من عميد الكلية حول الحادث، إلا أن الكاتبة أكدت أنه في اجتماع «طارئ» و«مغلق» لتدارس تداعيات الحادث والتدابير الواجب اتخاذها.