عاد أوسكار إلى المغرب بعد طول غياب ولأن حضوره وغيابه يحرك الجدل في الوسط الكروي، فقد داهمته الإشاعات بمجرد وصوله لمطار محمد الخامس البعض حمله إلى الوداد والبعض غير وجهته نحو المنتخب، أما المعني بالأمر فيعتبر عودته إلى المغرب مجرد عودة لوطن نسج معه علاقة حب وانتماء، فيلوني المدرب الأكثر تتويجا على المستوى الإفريقي والثاني عالميا بعد فيرغيسون يتحدث ل «المساء» بلغة الفيلسوف وعالم النفس ويدعو جامعة الكرة لاختصار المسافات والتشبث بالإطار الوطني. - على الرغم من النتائج الجيدة التي حققتها مع الاتحاد السوري قررت إنهاء ارتباطك بالفريق والعودة إلى المغرب؟ < لقد كنت مضطرا لدفع المبلغ المالي المحدد في البند الجزائري لفك الارتباط مع المسؤولين السوريين، أنا على يقين بأن اختياري كان سليما لأنني شعرت بالاختناق ولم أجد الظروف التي تمنيت الاشتغال فيها، علاقتي جيدة مع السوريين والفراق تم في إطار من الاحترام المتبادل، سيما وأن الجمهور يعترف بما قدمه أوسكار للفريق في ظرف وجيز. - هل اتصل بك فعلا أعضاء من المكتب المسير للوداد من أجل خلافة كفالي؟ < أعتقد أن كفالي لازال مدربا للوداد لهذا فمن غير المنطق أن يباشر المكتب المسير اتصالاته مع مدرب بديل، أنا أنفي إشاعة الاتصال بي من طرف مسيري الوداد، وأقول بأن الحديث لم يتجاوز مجرد رغبة لا ترقى لما هو رسمي. - كيف تلقيت إقصاء المنتخب المغربي من الدور الأول لنهائيات غانا 2008؟ < بألم شديد فحينما أقصي المغرب وخرج من أول دور اعتقدت في بادئ الأمر أنني أحلم واستبعدت شبح الإقصاء، لأنني أعرف قيمة العناصر التي كانت تتواجد في أكرا وكنت على يقين بأن المدرب لن يحتاج لعناء طويل من أجل جعل المنتخب المغربي أقوى المرشحين للظفر باللقب، وليس أول المرشحين لمغادرة العاصمة الغانية، بهذه التركيبة البشرية يمكن أن نصل للنهائي على أقل تقدير. - الجامعة الملكية بادرت إلى إقالة المدرب الفرنسي ميشيل ما رأيك في هذا القرار؟ < إنه القرار السليم الذي تأخر، لو كنت صاحب القرار لما ترددت في إقالته فور انتهاء المباراة الأخيرة، لأن الأمر يتعلق بكرامة بلد تضرر من النتائج التي حصل عليها المنتخب، علما أن الجميع يعترف بأن العناصر الحالية قادرة على تحقيق أفضل مما حصل في غانا، لو حقق ميشيل نتائج سيئة مع نادي فإن إقالته ستهم فئة قليلة لكن عندما يتعلق الأمر بمنتخب فإن الإقالة تصبح مطلبا شعبيا. - لكن دورة كأس إفريقيا لم تكن ضمن أهداف ميشيل و العقد الذي يربطه بالجامعة يجعله محل مساءلة بعد نهائيات كأس العالم 2010؟ < إذا كان الأمر كذلك فلماذا وضعت الجامعة رهن المدرب كل الإمكانيات لضمان حضور قوي في غانا، لماذا لم يصرح قبل السفر بأنه راحل إلى أكرا من أجل استكمال ثلاث مباريات والعودة إلى المغرب، إن التألق في نهائيات كأس إفريقيا بمثابة «بريستيج» للمغاربة، خاصة وأن المغرب ليس حديث العهد بالكرة بل يعد من الحضارات الكروية الأولى في القارة السمراء. - الآن الجامعة بصدد البحث عن مدرب بديل هل وضعت ترشيحك للمنصب الشاغر؟ < لا أبدا أنا أعرف بأنني شخص مزعج لبعض المسؤولين الذين يرفضون التعامل مع كل مدرب يملك الجرأة على تسمية الأشياء بمسمياتها، ثم إن عين أوسكار مع جامعات أخرى لا يمكن الكشف عن الاتصالات في هذا الحوار لأنه في بدايته، أما المنصب الشاغر فينتظر العصفور النادر الذي تبحث عنه الجامعة وتعرفه، أوسكار من طينة المدربين الذين لايختفون وراء لغة الخشب أعرف ما أقول وأتحمل كامل مسؤولياتي دون خوف. - معنى هذا أن بديل ميشيل معروف سلفا؟ < ليس إلى هذا الحد لكن لماذا لا تختصر اللجنة التي تبحث عن المدرب المناسب للظرفية المناسبة كل هذا الجهد وتقرر تعيين فتحي جمال مدربا للمنتخب الوطني، فهو يعرف عن قرب احتياجات المنتخب وله شبكة من العلاقات مع المحترفين والمحليين، ثم إن التجارب أكدت أن تجربة الإطار المغربي تكون موفقة فالزاكي حقق أشياء هامة للمنتخب ولم يخرج من السباق إلا بأخطاء أبجدية ضد منتخب تونس القوي في عقر داره وبتعادل وليس خسارة، وفاخر أهل المنتخب المغربي فوجد على هاتفه رسالة تدعوه للحضور إلى الجامعة وهناك تلقى قرار إعفائه، أنا أعرف جيدا جمال وفاخر اشتغلنا سويا داخل الرجاء وساهمنا في خلق جيل حقق العديد من الإنجازات القارية والعربية. - هل تتابع نبض الرجاء البيضاوي؟ < بالطبع أتابع مسيرة الكرة المغربية عبر كل الوسائل المتاحة وأنا على يقين بأن المغرب وأقولها دائما له من المواهب ما يؤهله للريادة العربية والقارية، وعبر هذا المنبر أريد أن أحيي رئيس الرجاء غلام لتمسكه بالمدرب الفرنسي إيف شاي ولرهانه على الاستقرار، على الرغم من الانتقادات اللادعة التي وجهت للطاقم الطبي، إن التشبيب يعطي ثماره بوجود مسؤولين من طينة غلام الذي صمد ضد الزوابع وشجع المدرب على زرع الثقة في عناصر شابة متحملا كل السياط، بل وصرح بأن الموسم الحالي هو موسم لبناء فريق للمستقبل، وعندما كان أوسكار يعد الخلف ويشرك عناصر شابة كان البعض ينتقد هذا الرهان. - الاتحاد السوري يسير بخطى حثيثة في درب البطولة السورية رغم مغادرتك له ما هو السر في ذلك؟ < لقد وضعت الفريق على السكة وجلبت اللاعبين الفينزويليين جوناطان وغوميز الأول من خيرة لاعبي خط الوسط الدفاعي والثاني من أبرز هدافي الدوري السوري، إن تألقهما هو شهادة تحسب لي لأنني كنت وراء جلبهما للرجاء على الرغم من الاعتراضات، اليوم لايمكن لغوميز مثلا أن ينتقل إلى فريق آخر بأضعاف القيمة المالية التي حصل عليها مع الرجاء، ثم إن المسؤولين السوريين لم يتعاقدوا مع بديل لأوسكار وفضلوا الاستمرار على نفس النهج الذي رسمه ومددوا علاقة المدرب المساعد تيتا العارف بالكرة المغربية وبفلسفة أوسكار.