بعد ساعات قليلة من توقيع المدرب أوسكار فيلوني عقده مع الوداد البيضاوي ، التحق بالفريق الذي كان يستعد لخوض حصة تدريبية بمركب محمد بنجلون عشية الإثنين استعدادا لملاقاة الدفاع الجديدي اليوم الأربعاء. حل أوسكار بمستودع الملابس وهو بزي مدني وكان مرفوقا بعضوين من المكتب المسير للوداد هما بنجلون وبنكيران، وتوجه إلى اللاعبين الذين كانوا يتأهبون لدخول الملعب والشروع في حصة تدريبية تحت إشراف المدرب رشيد الداودي بخطبة ترفع من المعنويات المكسورة. قبل أن يبدأ أوسكار حديثه إلى اللاعبين تدخل علي بنجلون نائب رئيس الوداد ليقدم عبارات الترحيب بالمدرب الأرجنتيني ويدعو اللاعبين والمؤطرين إلى فتح صفحة التعاون مع مدرب جاء ليقدم دفعة جديدة للنادي. دامت الكلمة التي ألقاها فيلوني أمام اللاعبين والطاقم التقني والطبي زهاء نصف ساعة، وحملت شحنات معنوية ركز فيها الرجل على الجانب النفسي ولامس منطقة الإحباط في أذهان لاعبين بدأوا يشعرون أنهم غير معنيين بسباق البطولة وبالمراتب الأولى. قال أوسكار بنبرة هادئة إنه ليس غريبا على الوداد وأنه لم يتعاقد مع الفريق من أجل كسب المال لأن أندية في الخليج العربي توفر أضعاف المبالغ التي يمكن أن يكسبها في المغرب، بل إن التعاقد أملاه حبه للدار البيضاء وللبلد الذي لا يشعر فيه إطلاقا بالاغتراب، وأضاف بأنه جاء ليدعم المجموعة الودادية ويكون بمثابة سفير صلح بين الفريق وجماهيره، بعد أن خيمت على حد تعبير فيلوني غيوم في سماء العلاقات بين اللاعبين والمحبين، وقال إن بعض المحبين يقتصون تذكرة من كسرة الخبز، ويدخلون الملعب متحملين الجوع من أجل مساندة الفريق لأن الانتصارات هي الوحيدة التي تسعدهم، وطالب بإسعاد هذه الفئة بمنحها الفوز والسخاء في العطاء، والتمس من اللاعبين بذل المزيد من الجهد لتحقيق هذه الرغبة لأن الوضع الحالي للوداد لا يسعد إلا جماهير الرجاء على حد تعبيره. وأضاف المدرب الجديد القديم بأنه تابع مجموعة من المباريات التي خاضها الوداد وتبين له بأن اللاعبين أصبحوا يتخوفون من الخصوم ويقيمون الاعتبار لهم، وأكد بأن المنطق يفرض على الآخرين وضع الوداد في الحسبان والتخوف من مجرد ذكر اسم النادي الأعرق تاريخيا. وفي نفس السياق طالب المدرب الأرجنتيني من اللاعبين تخصيص حصص إضافية لقراءة وإعادة قراءة تاريخ الوداد من أجل استلهام الدروس والعبر من الماضي بغية بناء الحاضر والمستقبل، وكشف عن البعد الفلسفي للقميص الذي يتعامل معه البعض ككسوة للمباريات في ما وصفه المدرب برمز الانتماء للنادي، ووجه كلاما للقيدوم اللويسي اختزل رغبة المدرب في جعل الفريق يتعامل مع المباريات القادمة تعاملا وجدانيا، وقال إنه يعول على اللويسي لترجمة هذا الهاجس ميدانيا. وخص أوسكار الإطار رشيد الداودي بحيز من خطبة اللقاء، وأشاد به كلاعب وكمدرب وقال إن صداقته برشيد متجدرة وتعود لفترة إشرافه على تدريب العين وفرق خليجية وكذا مع الوداد في الفترة السالفة، وأكد بأن التعامل سيأخذ طابعا استشاريا وأن العلاقة ستكون مبنية على التعاون بين الطرفين. وفي لحظة قوية ومؤثرة قال أوسكار بأنه طوى صفحة الماضي وأنه ابتلع خلافات الأمس في إشارة لنزاعه السابق مع اللاعب بيضوضان يعود لفترة تواجدهما مع الرجاء، وهو ما دفع اللاعب بيضوضان إلى معانقة فيلوني في مشهد مؤثر تبادل فيه الطرفان ما تيسر من صكوك الغفران. ومباشرة بعد انتهاء الخطاب المؤثر شرع المدرب الداودي في حصته التدريبية التي غاب عنها كل من لبرازي والطالبي، بينما انصرف أوسكار وسط عاصفة من التصفيق.