حضرت هاديا سعيد، مديرة تحرير مجلة «سيدتي» الصادرة بدبي، فعاليات مهرجان المعرض الدولي للكتاب كضيفة شرف. وكانت فرصة للصحافية الأديبة كي تعانق من جديد زملاءها في عالم الثقافة والصحافة العربية والمغربية. وهاديا سعيد كاتبة لبنانية عاشت أزيد من عشر سنوات في المغرب، لها مؤلفات عديدة آخرها «ضربة قمر» و«بستان أحمر» و«أرتيست» و«سنوات الخوف العراقي»، وستصدر لها قريبا رواية «حجاب كاشف» فيها ملامح من تجربتها الجديدة مع الحجاب الذي أثار حفيظة بعض المثقفين بالمعرض، الذين رأوا في حجاب هاديا «نيو لوك» وأن تغييرا حدث في حياتها، لكن هاديا سعيد تؤكد أنها لم تتغير، بل الحجاب فرصة أخرى للإبداع، وهذا موضوع روايتها قيد الطبع. في روايتها «أرتيست» أعادت تتبع سيرة الممثلة المشهورة سعاد حسني في مادة هي أقرب إلى مادة تتحرك على إيقاع السبق الصحافي، فهي تعمد إلى تخييل قصة حياة الفنانة سعاد حسني التي انتحرت في شقة بلندن قبل سنوات قليلة، والأرجح أن المؤلفة شرعت في تأليف روايتها بعد إعلان تفاصيل تلك الواقعة. الموضوع الأساسي لرواية «أرتيست» هو الحكاية المفترضة لحياة هذه النجمة كما كُتب على غلاف الرواية. هاديا سعيد تستخدم بعض ما تتوفر لديها من معلومات عن حياة سعاد حسني كي تصوغ شخصية لا تشابه الكثير من ملامحها، فهي مجرد فتاة شبه فاشلة في حياتها الفنية، في حين شبعت سعاد حسني مجداً قبل أن تعتزل. غير أن لقب «أرتيست» الذي علق بالبطلة وأمها وأختها يصبح مدخلاً لفتح سجلات هذا العالم المثير، وما تحاوله الرواية يدرج تحت ممكنات الإخفاء والإفصاح عن سر حياة اللواتي يعشن بين حدود الفضيلة والرذيلة. الفتاة الحالمة التي لا تكف عن تخيل نفسها نجمة ومغنية مشهورة، تتحول إلى مجرد محظية أو عشيقة تعيش على هبات الرجال. من هنا تصبح هذه اللعبة، وسيلة لتقنية التشويق: فسعاد حسني غيرها في الرواية، أي أن الشخصية الأساسية تنسخ شخصية أخرى، وحلمها يتكون في رحم حلم آخر. مجرد مرايا سينمائية تتحقق عبرها ممكنات ترابط الألغاز في الحياة المجهولة لفنانة معروفة.