قال عبد الجليل ناظم، مسؤول النشر في دار توبقال، إن الدار تقدم هذه السنة عناوين منتقاة بعناية فائقة، من بينها تقديم جديد المشغل الفكري والفلسفي المغربي، وبالأخص كتب محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي ضمن سلسلة دفاتر فلسفية أو من خلال تقديم ترجمات جديدة كما هو الشأن بالنسبة إلى كتاب إدغار موران « ثقافة أوربا وبربريتها» بترجمة أنيقة للكاتب المغربي محمد الهلالي. وتقدم توبقال في هذه السنة العديد من الكتب الجديدة، ومنها ترجمة كتاب «ثقافة أوربا وبربريتها»، وهو من الكتب المهمة التي تعكس الفكر النير لهذا الفيلسوف المتميز بأبحاثه العميقة، وبنقده اللاذع للفكر الشمولي الأوربي، وبالأخص في القراءة الجديدة التي قدمها للفكر الماركسي. كتاب نفهم من خلاله الكثير من القضايا الإشكالية، ونقف على الميكانيزم الذي يتحرك من خلاله العقل الأوربي. ذلك أن غنى الثقافات الأوربية، التي تقدم نفسها على أساس كونها ترياقات للفكر الحر، تخفي في أحشائها تاريخ صراع طويل من أجل الفكر الحر، لكن هذا الطموح يخفي في داخله مهلكة أن يرتد إلى الخلف، فالتقنيات التي أنتجها الإنسان، مثلها مثل الأفكار ترتد ضده وتقتل الإنسانية المنتجة لهذه التقنية. كما تقدم توبقال كتاب «الجناية السياسية والسلم الاجتماعي» للكاتب الأمريكي جون بورنمان ، بترجمة المصطفى حسوني، ويعتبر المؤلف أن المصالحة هي نوع من الاتفاق للخروج من العنف في حاضر مشترك، ويقتضي هذا المشترك في القوت نفسه مبادرات شعبية وأخرى حكومية لإعادة هيكلة مبادئ الانتماء. كتاب مهم يعرض تجارب شبيهة بالتجربة المغربية في ملف الإنصاف والمصالحة. وأشار عبد الجليل ناظم إلى أن قصيدة «رمية نرد» من ترجمة الشاعر المغربي محمد بنيس، تعتبر تجربة هامة في النشر، ذلك أن القصيدة نشرت طبقا للمواصفات التي أرادها مالارميه في وصيته، جماليا ومن حيث المقاسات المتعلقة بالكتاب. وقال إن الثقافة العربية عليها أن تفخر بهذه التجربة النوعية والفريدة التي أقدمت عليها دار نشر مغربية ممثلة في دار توبقال، وأوضح أن المواصفات المطلوبة في تنفيذ الكتاب هي التي كانت وراء ارتفاع تكلفة الكتاب المنفذ بطريقة خاصة، والتي يصل ثمنها في نسختها الفاخرة إلى 2500 درهم بينما تصل الطبعة المغربية إلى حوالي 280 درهما، مؤكدا أن السبق الذي حققته دار توبقال من حيث طبع قصيدة الشاعر الفرنسي الكبير ستيفان مالارميه، سيبقى محفوظا لها في تاريخ النشر العالمي. وقال: لقد كان هدفنا هنا تحقيق مكسب معنوي نوعي. وتتربع توبقال اليوم على سدة المنافسة في طباعة ونشر الأعمال الجادة، وتقدم المنتج الرمزي المغربي في أرفع تجلياته متخطية الكثير من دور النشر العربية العريقة في مجال النشر.