تقدم «دار الجمل» كما هو الشأن دائما في المعرض الدولي للكتاب في الدارالبيضاء وفي معارض عربية العديد من العناوين الجديدة التي تتميز أساسا بجديتها، وبحرص الناشر خالد المعالي على اختيار العناوين الأكثر أهمية في الثقافة، هذا علاوة على الترجمات الرصينة التي تتميز بها الدار. ففي قسم الترجمة والفكر نجد العناوين التالية «جواز صلاة الرجل في بيته» لخالد الغنامي، وكتاب مارك كوهين «بين الهلال والصليب، وضع اليهود في القرون الوسطى» وهو كتاب من ترجمة إسلام ديه، ومعز خلفاوي، وكتاب بول تيليتش «بواعث الإيمان» من ترجمة سعيد الغانمي، وكتاب شاكر النابلسي «بن لادن والعقل العربي». ونقرأ أيضا كتاب معروف الرصافي «الرسالة العراقية» كما نقرأ الكتاب الهام «سفر التكوين البابلي» لألكسندر هايدل، وكتاب جواد علي «تاريخ الصلاة في الإسلام». وفي باب الفلسفة سيجد عشاق الفلسفة ترجمة جيدة لكتاب أنطونيو طابوكي «أحلام أحلام» من ترجمة رشيد وحتي وكتاب فوزية الدريع «الطعام والجنس» وكتابها الآخر «برود النساء». زيادة على العناوين السابقة من قبيل «ما هي العولمة» لأولريش بك، وكتاب العشق والكتابة، قراءة في الموروث لرجاء بن سلامة وكتاب يورغن هابرماس «المعرفة والمصلحة» أو كتابه الآخر «العلم والتقنية كإيديولوجيا». وفي قسم التراث يقدم المعالي العديد من النصوص النفيسة من قبيل الأعمال الصوفية للنفري و«منامات الوهراني» لركن الدين الوهراني، أو ديوان الحسين بن منصور الحلاج مشروحا من تحقيق كامل مصطفي الشيبي وبولص اليسوعي أو «الرسالة البغدادية» لأبي حيان التوحيدي أو«ديوان الزنادقة» لجمال جمعة. وتمضي الدار قدما في اتجاه تقديم الجديد وأيضا من خلال إعادة اكتشاف الكثير من النصوص العربية القديمة التي طرحت أسئلة كبيرة على العصر وعلى الثقافة وعلى المجتمع، في الوقت الذي كانت فيه لوبيات الفساد والعسكراتارية والاستبداد يخيمون على المجتمع العربي ويعيقون حركته نحو التقدم. وقد نشرت «دار الجمل» للعديد من الكتاب والمبدعين المغاربة منهم الكاتب المغربي الراحل محمد شكري والكاتب محمد زفزاف والشاعر المغربي محمود عبد الغني ونشر للعديد من الشعراء العرب الذين يمثلون تجربة الحداثة في الشعر العربي كما قدم الشعر الأوروبي وبالأخص الفرنسي منه مترجما إلى العربية، ونذكر هنا أعمال الشاعر بونفوا «الصوت والحجر» والآثار الشعرية لأرثر رامبو بترجمة كاظم جهاد وفرناندو بيساوا بترجمة اسكندر حبش، كما نشر أعمال الشاعر العراقي الراحل سركون بولص. وترجمت الدار العديد من النصوص الروائية آخرها رواية «على الطريق» لجاك كيرواك. يقيم خالد المعالي في ألمانيا ومن هناك يطل على العالم العربي، ويجوب المعارض، بينما الشاعر الذي كنا نعرفه يتخفى تحت كتب أصدقائه التي ينشرها، الأصدقاء الأحياء منهم والأموات.