امحمد أوزال : رجل الصفقات ارتبط امحمد أوزال بفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم الذي كان رئيسا له لعدة سنوات، ومن خلال الرجاء عبر إلى جامعة الكرة التي يحتل موقع نائب للرئيس لها، وللمجموعة الوطنية التي يترأسها. ومنذ سنة 1995 والرجل يحتل موقعه داخل الجامعة والمجموعة الوطنية، يحسب لأوزال أنه ساهم في جلب موارد مالية لكرة القدم المغربية، لكن يحسب عليه أيضا أنه من الأشخاص الذين لايترددون في قتل الديمقراطية، سواء داخل جامعة الكرة أو في جامعة ألعاب القوى التي كان رئيسا لها طيلة ست سنوات. بل إنه عندما تفجرت قضية سطاد الرباطي أصر على القفز على القانون وتشكيل لجنة خاصة حكمت على الفريق بالنزول إلى القسم الثاني دون أن يكون لها أي مبرر قانوني، فقط لأن الجنرال بنسليمان طلب منه طي الملف. عندما كان بادو الزاكي يقود المنتخب الوطني لتحقيق الانتصارات سواء في كأس العالم أو في كأس إفريقيا كان أوزال واحدا من الأشخاص الذين كانوا يصرون على تثبيط عزائم الرجل، وحفر خنادق له في الطريق حتى اضطر الزاكي إلى الرحيل. وعندما جاء فاخر وجد نفسه هو الآخر مطاردا من أوزال، فبينما كان فاخر يرتب صفوف المنتخب الوطني كان أوزال يقود مفاوضات مع مجموعة من المدربين لخلافته، وكان يوجه انتقاداته اللاذعة لفاخر، بل إنه كان من الأشخاص الذين أصروا على التعاقد مع الفرنسي هنري ميشيل، فقط لأن علاقات خاصة تربط بينهما. أوزال واحد من المسيرين الذين يذوبون عشقا في المدرب الأجنبي وساهم بقسط وافر في نكبة المنتخب بغانا. الكومندار لكحل : العين التي لا تنام لادريس لكحل جذوره في تطوان لكن جذوره الحقيقية أصبحت راسخة في الجامعة منذ مجيء الرئيس الحالي الجنرال حسني بنسليمان، الذي بمجرد تعيينه على رأس جامعة الكرة، في إطار لجنة مؤقتة تحولت مع مرور الوقت إلى لجنة دائمة، قرر انتداب رجال الثقة من الدرك الملكي ووضعهم في برج المراقبة بالجامعة للتحكم في الوضع ومعرفة أدق تفاصيل الجهاز. كان القبطان لكحل يشتغل بوفاء نادر في مكتب الاتصال بالقيادة العامة للدرك الملكي، وكان رئيسه المباشر في ديوان الجنرال هو المختار مصمم، وعلى الرغم من التباعد القبلي والثقافي بين ابن الشاوية مصمم والرجل التطواني لكحل إلا أن القاسم المشترك بينهما هو خدمة الجنرال بوفاء نادر. عين لكحل كاتبا إداريا للجامعة كدركي موضوع رهن إشارة الجامعة مكلف بالمنتخب الوطني، ولا يرى مانعا في توسيع اختصاصاته إذا لم ير مصمم مانعا. تبدأ اختصاصات لكحل من «سطاندار» حيث يتكلف بربط الاتصال المباشر باللاعبين الدوليين بعد أن ينال موافقة المدربين، وغالبا ما يكون وراء اقتراح لاعب وإقصاء آخر ينتابه التمرد على العسكر، ولا يفرق بين المدنيين والعسكريين، ومن مظاهر القوة في شخصية هذا الرجل أنه يتيح لنفسه حق متابعة الجموع العامة غير بعيد عن الرئيس رغم عدم انتمائه للجسم الفيدرالي، وبفضل إقامة طويلة في الجامعة والتصرف المطلق في ميزانية المنتخب التي يعتبر إلى جانب مصمم الآمرين بصرفها. بعد أن عاد من غانا أحيل على إحدى الثكنات العسكرية لاستكمال التكوين في مجال اختصاصه، وهي مناسبة يبتعد فيها الرجل عن لهيب الانتقادات إلى أن تهدأ العاصفة. الجنرال مصمم.. الرئيس المستتر يقول العارفون ببواطن الأمور في جامعة الكرة إن المختار مصمم هو الرئيس الفعلي للجامعة، لكن هذا الدركي الذي يحمل على كتفيه رتبة جنرال ليس عضوا في أي فريق لكرة القدم ولا ضمن المكتب الفيدرالي، رغم عدم توفر الصفة إلا أنه الحاكم الأول للمنتخبات الوطنية من الصغار إلى الكبار، يستمد الرجل سلطته من الثقة التي يضعها رئيس الجامعة فيه منذ أن كان عضوا ضمن ديوانه بالقيادة العامة للدرك الملكي، المختار ابن الشاوية الذي يشكل قمة الوفاء للجنرال دو كور دارمي ويحرص وهو يحمل تعيينا في مقر الجامعة على بعد أمتار من القيادة، على أن يظل العين التي لاتنام إذ يملك خطا مباشرا مع الرئيس يحمل عبر ذبذباته كل التفاصيل الصغيرة التي تبدو للبعض تافهة لكنها بالنسبة للمختار ذات أهمية بالغة. كان مصمم يشتغل ضمن مصلحة الموارد البشرية للدرك الملكي قبل أن يصبح الرجل الثاني في هذا الجهاز الذي يشرف على كرة القدم بعد أن ورثها عن عسكري آخر يدعى الكولونيل الزموري ورثها بدوره عن الجنرال باموس، وعلى امتداد مساره بالجامعة ظل مصمم الآمر بالصرف بتفويض من الرئيس بينما أوكل لأوزال ولبقية الأعضاء الجامعيين مهمة الحديث في الندوات واللقاءات الصحفية والظهور في الفيترينة. على امتداد مشاركات المنتخب الوطني المغربي في التظاهرات القارية ظل مصمم حاضرا بقوة كرئيس مستتر، يحرص على أن يظل بعيدا عن فضول الصحافيين يوجه تعليماته باسم رئيس الجامعة بعد استشارته طبعا في كل التفاصيل الصغيرة، معتمدا على خبرة إداري برتبة كومندان إسمه لكحل، رجل هادئ يتفادى التصريحات الصحفية لكنه لايتردد في خدمة الجنرال دو كور دارمي الذي يعد من خدامه الأوفياء بما راكمه من خبرة جعلت العديد من اللاعبين يفضلون عرض مشاكلهم على العسكريين بدل انتظار المساطر المدنية.