ظل الأمير المزور لمدة أشهر يقدم نفسه لزوار «الفيس بوك» البالغ عددهم 50 مليون زائر من كل القارات على أنه الأمير مولاي رشيد شقيق الملك محمد السادس وابن الملك الراحل الحسن الثاني، بهذه الصفة كان مهندس الإعلاميات فؤاد مرتضى يتجول بين المعجبين والمعجبات والمهتمين والمهتمات بأخبار المملكة الشريفة وشخصياتها التي تظهر للكثيرين أنها تذكر بحكايات ملوك الشرق القديم. كشف حادث اعتقال مهندس الدولة بتهمة انتحال صفة الأمير مولاي رشيد على شبكة الأنترنيت عن المشاكل التي أصبح يثيرها الانفتاح الإعلامي الواسع على الشبكة العنكبوتية للأسرة الملكية المغربية. واكتفت وكالة المغرب العربي للأنباء بتقديم معلومات محدودة عن هوية الشخص الذي اعتقل أول أمس، حيث يدعى فؤاد مرتضى، وهو مهندس دولة من مدينة الدارالبيضاء، عازب ويبلغ من العمر 26 عاما. وحسب نفس المعطيات، فإن الشخص المذكور كان ينتحل صفة الأمير مولاي رشيد من خلال تسجيل اسمه على موقع أمريكي يدعى (فيس بوك)، ويستعملها في ممارسات دنيئة. ويعود موقع «فيس بوك» facebook إلى ملكية الأمريكي «مارك جوكربيرج» الذي أطلقه عام 2004، بهدف التواصل بين طلبة جامعة هارفارد التي كان يدرس فيها، لكن سرعان ما لقي الموقع رواجا بين طلبة جامعة هارفارد واكتسب شعبية واسعة عندما فتح أبوابه أمام كل من يرغب في استخدامه، وكانت النتيجة طفرة في عدد مستخدمي الموقع، إذ ارتفع من 12 مليون مستخدم في شهر دجنبر من عام 2005 إلى أكثر من 50 مليون مستخدم في نهاية عام 2007. ويتيح الموقع للزوار إمكانية تسجيل أنفسهم ووضع صورهم والتواصل مع أصدقاء عبر العالم. وحسب المعطيات المرتبطة باعتقال المهندس المغربي، فإن هذا الأخير سجل اسمه على أساس أنه هو الأمير مولاي رشيد، وشرع في التواصل مع زوار الموقع عبر العالم على هذا الأساس، ولا يعرف ما إذا كان منتحل صفة الأمير يسعى إلى كسب مادي من وراء هذا العمل أم يفعل ذلك بدافع الهزل. وحاولت «المساء» زيارة بطاقة تعريف «الأمير المزور» على الموقع الاجتماعي «فيس بوك»، إلا أنه لوحظ أنه تم حذفها، وقد تبين أن الأمير مولاي رشيد ليس وحده من تعرض لانتحال صفته، بل تعرض لذلك أيضا الأمير مولاي إسماعيل على يد شخص آخر، دون التمكن من فتح بطاقة تعريفه والتواصل معه. ورغم أن الوكالة الرسمية أعلنت للرأي العام أن أفراد العائلة الملكية لا يتوفرون على موقع على شبكة الأنترنيت، ولا على مدونة (بلوغ)، وأن «السبيل الوحيد للحصول على معلومات حول أفراد العائلة الملكية يبقى هو الموقع الرسمي لوكالة المغرب العربي للأنباء»، فإن الخبراء يؤكدون أن الانفتاح الإعلامي بات يفرض على العائلة الملكية المغربية خلق موقع لها على الأنترنيت للتواصل مع المواطنين، خاصة وأن معظم العائلات الملكية تتوفر على مواقع على الأنترنيت، بل إن ملكة بريطانيا لجأت مؤخرا إلى نشر صور فيديو لها على موقع يوتوب الشهير للتواصل مع محبيها.